01 Aug
01Aug


إنجيل القدّيس لوقا 5-1:12

في تِلْكَ الأَثْنَاء، ٱحْتَشَدَتْ عَشَرَاتُ الأُلُوفِ مِنَ الجُمُوع، حَتَّى دَاسَ بَعْضُهُم بَعْضًا، فَبَدَأَ يَسُوعُ يَقُولُ أَوَّلاً لِتَلامِيذِهِ: «إِحْذَرُوا لأَنْفُسِكُم مِنْ خَميرِ الفَرِّيسِيِّين، الَّذي هُوَ الرِّيَاء.

فَمَا مِنْ مَحْجُوبٍ إِلاَّ سَيُكْشَف، وَمَا مِنْ خَفِيٍّ إِلاَّ سَيُعْرَف.

لِذلِكَ فَكُلُّ مَا قُلْتُمُوهُ في الظُّلْمَةِ سَيُسْمَعُ في النُّور، وَمَا تَكَلَّمْتُم بِهِ هَمْسًا في المَخَادِعِ سَيُنادَى بِهِ عَلَى السُّطُوح.

وَأَقُولُ لَكُم، يَا أَحِبَّائِي: لا تَخَافُوا مِمَّنْ يَقْتُلُونَ الجَسَد، وَبَعْدَ ذلِكَ لا يَقْدِرُونَ أَنْ يَفْعَلُوا أَكْثَر.

بَلْ أُبَيِّنُ لَكُم مِمَّنْ تَخَافُون: خَافُوا مِمَّنْ، إِذَا قَتَل، لَهُ سُلْطانٌ أَنْ يُلْقِيَ في جَهَنَّم. نَعَم، أَقُولُ لَكُم، مِنْ هذا خَافُوا.


بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013

الرسالة العامّة "بالرّجاء مُخلَّصون" (spes salvi)، العدد 27

«وأقولُ لَكم يا أحِبّائي، لا تَخَافوا الذينَ يَقتلونَ الجَسَد»

مَن لا يعرف الله هو من دون رجاء، حتّى ولو كانت عنده آمال كثيرة، فهو ليس لديه الرَّجاء الأعظم الذي عليه تقوم الحياة بأكملها (راجع أف 2: 12). إنّ الرجاءَ الحقيقيّ للإنسان، ذاك الرجاء الذي يثبت بالرغم من كلّ خيبات الأمل، هو الله وحده – الله الذي أحبّنا وما زال يُحبّنا "إلى المنتهى"، "حتّى يتمَّ كلّ شيء" (راجع يو 13: 1؛ 19: 30).


إنّ مَن لمَستهُ المحبّة يبدأ بفهم معنى "الحياة" الحقيقيّ. يبدأ بفهم ما تعنيه كلمة رجاء التي رأيناها في رتبة المعموديّة: من الإيمان أنتظرُ "الحياة الأبديّة"، الحياة التي هي ببساطة، بالكامل، ومن دون تهديدات، وبتمام ملئها، حياة. لقد قال الرّب يسوع عن نفسه إنّه جاءَ لتكونَ لنا الحياة في ملئها (راجع يو 10: 10)، وهو الذي فسَّرَ لنا معنى "حياة": "الحياة الأبديّة هي أن يعرفوكَ أنتَ الإله الحقّ وحدكَ ويعرفوا يسوعَ المسيح الذي أرسلته" (يو 17: 3). إنّ الحياة بمعناها الحقيقيّ لا يمكن أن تكونَ لنا من ذواتنا ولا حتّى من ذاتها: هي علاقة. والحياة في ملئها هي علاقة مع ذاك الذي هو ينبوع الحياة. إن كنّا في علاقةٍ مع ذاك الذي لا يموت، ذاك الذي هو الحياة بذاتها والمحبّة بذاتها، عندها فقط نكون على قيد الحياة. عندها فقط نحن "نحيا".


#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.