03 Aug
03Aug


إنجيل القدّيس لوقا 21-13:12

قَالَ وَاحِدٌ مِنَ الجَمْع لِيَسُوع: «يَا مُعَلِّم، قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي المِيرَاث».

فَقَالَ لهُ: «يا رَجُل، مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِيًا وَمُقَسِّمًا؟».

ثُمَّ قَالَ لَهُم: «إِحْذَرُوا، وَتَحَفَّظُوا مِنْ كُلِّ طَمَع، لأَنَّهُ مَهْمَا كَثُرَ غِنَى الإِنْسَان، فَحَياتُهُ لَيْسَتْ مِنْ مُقْتَنَياتِهِ».

وَقَالَ لَهُم هذَا المَثَل: «رَجُلٌ غَنِيٌّ أَغَلَّتْ لهُ أَرْضُهُ.

فَرَاحَ يُفَكِّرُ في نَفْسِهِ قَائِلاً: مَاذَا أَفْعَل، وَلَيْسَ لَدَيَّ مَا أَخْزُنُ فِيهِ غَلاَّتِي؟

ثُمَّ قَال: سَأَفْعَلُ هذَا: أَهْدِمُ أَهْرَائِي، وَأَبْنِي أَكْبَرَ مِنْها، وَأَخْزُنُ فِيهَا كُلَّ حِنْطَتِي وَخَيْراتِي،

وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يا نَفْسِي، لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ مُدَّخَرَةٌ لِسِنينَ كَثِيرَة، فٱسْتَريِحي، وَكُلِي، وٱشْرَبِي، وَتَنَعَّمِي!

فَقَالَ لَهُ الله: يا جَاهِل، في هذِهِ اللَّيْلَةِ تُطْلَبُ مِنْكَ نَفْسُكَ. وَمَا أَعْدَدْتَهُ لِمَنْ يَكُون؟

هكذَا هِيَ حَالُ مَنْ يَدَّخِرُ لِنَفْسِهِ، وَلا يَغْتَنِي لله».


القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 - 407)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة

العظة رقم 18 عن الرسالة إلى العبرانيّين

«إذا أَرَدتَ أَن تكونَ كامِلاً، فاذْهَبْ وبعْ أَموالَكَ وأَعْطِها لِلفُقَراء، فَيكونَ لكَ كَنزٌ في السَّماء، وتَعالَ فاتبَعْني» (مت 19: 21).

يقول الكتاب المقدّس: "إنّ الفقر يجعل الإنسان متواضعًا" (راجع أم10: 4)، وبدأ الرّب يسوع المسيح التطويبات قائلاً: "طوبى لِفُقراءِ الرُّوح فإِنَّ لَهم مَلكوتَ السَّمَوات" (مت 5: 2)... أتريدون أن تسمعوا مديح الفقر؟ لقد عاش الرّب يسوع الفقر بنفسه، هو "مَن لَيسَ لَه ما يَضَعُ علَيهِ رَأسَه" (مت 8: 20). كما قال رسوله بولس: "فُقراءَ ونُغْني كَثيرًا مِنَ النَّاس، لا شَيءَ عندَنا ونَحنُ نَملِكُ كُلَّ شيَء." (2كور 6: 10)؛ وقال بطرس: "لا فضّة عندي ولا ذهب" (أع 3: 6)... علينا ألاّ ننظر إلى الفقر كعار لأنّ لا شيء في العالم يساوي الفضيلة التي يمنحنا إيّاها الله. فلنحبّ الفقر إذًا إن أردنا أن نملك ملكوت السماوات: "إذا أَرَدتَ أَن تكونَ كامِلاً، فاذْهَبْ وبعْ أَموالَكَ وأَعْطِها لِلفُقَراء، فَيكونَ لكَ كَنزٌ في السَّماء، وتَعالَ فاتبَعْني" (مت 19: 21).


لا أحد أغنى من أولئك الذين يختارون الفقر بإرادتهم ويحبّوه بسعادة؛ فهم يكونون أغنى من الملوك. قد يخشى الملوك من أن يعوزهم ما هو ضروري لهم؛ أمّا الفقراء الذين نتحدّث عنهم، فلا شيء يعوزهم ولا يخافون شيئًا. سوف أسألكم إذًا أيّ منهما هو الأغنى؟ مَن يخاف دائمًا أو مَن يملك القليل ويتصرّف كمَن يملك الكثير؟ أسألكم أيّ منهما هو الأغنى؟ مَن يخاف أو مَن يعرف كيف يستفيد من القليل كما لو كان يعيش بالوفرة؟


إنّ المال يجعلك عبدًا؛ فهو "يعمي أعين الحكماء" (سي 20: 29)... تقاسموا أموالكم إذًا مع الفقراء وستسمعون يومًا هذه الكلمة المباركة: "تعالوا، يا مَن باركهم أبي، فرثوا الملكوت المعدّ لكم منذ إنشاء العالم" (مت 25: 34).


#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.