13 Sep
13Sep

إنجيل القدّيس يوحنّا 32-20:12

كَانَ بَينَ الصَّاعِدِينَ لِيَسْجُدُوا في العِيد، بَعْضُ اليُونَانِيِّين.

فَدَنَا هؤُلاءِ مِنْ فِيلِبُّسَ الَّذي مِنْ بَيْتَ صَيْدَا الجَلِيل، وسَأَلُوهُ قَائِلين: «يَا سَيِّد، نُرِيدُ أَنْ نَرَى يَسُوع».

فَجَاءَ فِيلِبُّسُ وقَالَ لأَنْدرَاوُس، وجَاءَ أَنْدرَاوُسُ وفِيلِبُّسُ وقَالا لِيَسُوع.

فَأَجَابَهُمَا يَسُوعُ قَائِلاً: «لَقَدْ حَانَتِ السَّاعَةُ لِكَي يُمَجَّدَ ٱبْنُ الإِنْسَان.

أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ حَبَّةَ الحِنْطَة، إِنْ لَمْ تَقَعْ في الأَرضِ وتَمُتْ، تَبْقَى وَاحِدَة. وإِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِير.

مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ يُبْغِضُهَا في هذَا العَالَمِ يَحْفَظُهَا لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة.

مَنْ يَخْدُمْنِي فَلْيَتْبَعْنِي. وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا، فَهُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا خَادِمِي. مَنْ يَخْدُمْنِي يُكَرِّمْهُ الآب.

نَفْسِي الآنَ مُضْطَرِبَة، فَمَاذَا أَقُول؟ يَا أَبَتِ، نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَة؟ ولكِنْ مِنْ أَجْلِ هذَا بَلَغْتُ إِلى هذِهِ السَّاعَة!

يَا أَبَتِ، مَجِّدِ ٱسْمَكَ». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: «قَدْ مَجَّدْتُ، وسَأُمَجِّد».

وسَمِعَ الجَمْعُ الحَاضِرُ فَقَالُوا: «إِنَّهُ رَعد». وقَالَ آخَرُون: «إِنَّ مَلاكًا خَاطَبَهُ».

أَجَابَ يَسُوعُ وقَال: «مَا كَانَ هذَا الصَّوْتُ مِنْ أَجْلِي، بَلْ مِنْ أَجْلِكُم.

هِيَ الآنَ دَيْنُونَةُ هذَا العَالَم. أَلآنَ يُطْرَدُ سُلْطَانُ هذَا العَالَمِ خَارِجًا.

وأَنَا إِذَا رُفِعْتُ عَنِ الأَرض، جَذَبْتُ إِليَّ الجَمِيع».


جان تولير (نحو 1300 - 1361)، راهب دومينكيّ في ستراسبورغ

العظة 58

«وأَنا إِذا رُفِعتُ مِنَ الأَرض جَذَبتُ إِلَيَّ النَّاسَ أَجمَعين»(يو 12: 32)

اليوم هو يوم ارتفاع الصليب المقدّس، الصليب الذي يستحقّ محبّتنا، والذي عليه عُلّق مخلِّص العالم محبّة بنا. قال ربّنا: "وأَنا إِذا رُفِعتُ مِنَ الأَرض جَذَبتُ إِلَيَّ النَّاسَ أَجمَعين"، وكان يعني هنا أنّه يريد أن يجذب إليه قلوبنا الأرضيّة المتعلّقة بحبّ الأمور الدنيويّة، كما يريد أن يجذب لنفسه تعطّشنا إلى الملذّات الأرضيّة وإلى إشباعها. إنّ نفسنا الجميلة والفخورة، التي تحتجز نفسها في المجاملة الداخليّة الذاتية وفي محبّة الإرضاء المادي لحساسيّتنا، هي ما يريد أن يجذبه إليه بأكملها - نعم، هكذا يرتفع فينا وينمو في نفوسنا وفي قلوبنا. إذ لمَن كان الربّ عظيمًا، كانت كلّ الأشياء المخلوقة صغيرة وكلّ الأشياء العابرة تافهة.


هذا الصليب الجميل هو الرّب يسوع المسيح المصلوب والمرتفع بطريقة تفوق الخيال، المرتفع فوق جميع القدّيسين، وجميع الملائكة، وفوق جميع ما حازوه مجتمعين من الأفراح والمسرّات والغبطة. وحيث أن مقرّه الحقيقي هو في أعلى السموات، فهو يريد أيضًا أن يسكن داخل أسمى ما فينا، وهذا يعني في محبّتنا وفي أرهف مشاعرنا، وأكثرها حميميّة ورقّة. هو يريد أن يجذب إليه أبسط نواحي عقولنا وأبرز جوانب نفوسنا، وأن يرفعها جميعها إليه. ونحن إذا فعلنا ذلك، فإنّه سوف يجذبنا إلى منزله الأكثر ارتفاعًا والأكثر حميميّة... وما أعطيه الآن ممّا هو لي، يعطيني هو مقابله ممّا هو له. 


#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.