15 Sep
15Sep


إنجيل القدّيس يوحنّا 30-21:8

قالَ الرَبُّ يَسُوع (للكتبة والفرّيسيّين): «أَنَا أَمْضِي، وتَطْلُبُونِي وتَمُوتُونَ في خَطِيئَتِكُم. حَيْثُ أَنَا أَمْضِي لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا».

فَأَخَذَ اليَهُودُ يَقُولُون: «أَتُراهُ يَقْتُلُ نَفْسَهُ؟ فَإِنَّهُ يَقُول: حَيْثُ أَنَا أَمْضِي لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا!».

ثُمَّ قَالَ لَهُم: «أَنْتُم مِنْ أَسْفَل، وأَنَا مِنْ فَوْق. أَنْتُم مِنْ هذَا العَالَم، وأَنَا لَسْتُ مِنْ هذَا العَالَم.

لِذلِكَ قُلْتُ لَكُم: سَتَمُوتُونَ في خَطَايَاكُم. أَجَل، إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُوا فِي خَطَايَاكُم».

فَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ، مَنْ أَنْت؟». قَالَ لَهُم يَسُوع: «أَنَا هُوَ مَا أَقُولُهُ لَكُم مُنْذُ البَدء.

لِي كَلامٌ كَثِيرٌ أَقُولُهُ فِيكُم وأَدِينُكُم. لكِنَّ الَّذي أَرْسَلَنِي صَادِق. ومَا سَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ، فَهذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَم».

ولَمْ يَعْرِفُوا أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُهُم عَنِ الآب.

ثُمَّ قَالَ لَهُم يَسُوع: «عِنْدَمَا تَرْفَعُونَ ٱبْنَ الإِنْسَان، تَعْرِفُونَ حِينَئِذٍ أَنِّي أَنَا هُوَ، وَأَنِّي لا أَعْمَلُ شَيْئًا مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي، بَلْ كَمَا عَلَّمَنِي الآبُ أَتَكَلَّم.

والَّذي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي، ومَا تَرَكَنِي وَحْدِي، لأَنِّي أَعْمَلُ دَومًا مَا يُرْضِيه».

وفيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ بِهذَا، آمَنَ بِهِ كَثِيرُون.


فيلوكسين المَنبِجيّ (؟ - نحو 523)، أسقف في سوريا

رسالة عن الحياة النسكيّة في الشرق المسيحي، الجزء السادس

«وأَنا إِذا رُفِعتُ مِنَ الأَرض جَذَبتُ إِلَيَّ النَّاسَ أَجمَعين» (يو12: 32)

اعلمْ واشهدْ يا أخانا... أنّ هنالك الكثير من الحيّات في الصحراء، وهي تقضم أفكارك المتنوّعة، أي الإهانة والنميمة والقلق والهمسات والجدل والتشهير التي تُطلق بحقّك... لكن، إن أردت الهروب منها كلّها، عليك بما فعله العبرانيّون... لقد نظروا إلى الحيّة النحاسيّة التي صنعها موسى. وكلّ مَن كان ينظر إليها كان يشفى. أنت أيضًا، عندما تعضّكَ إحدى تلك الحيّات، انظر إلى ربّنا يسوع المسيح معلّقًا على الصليب...


كيف يمكنك تثبيت عينيك عليه حين تشعر بعضّة الحيّة، أنصتْ إليه بكلمات قليلة: حين تشعر بالخزي، ثبّت عينيك عليه. لقد شعر هو أيضًا بالخزي والعار من أجلك؛ لقد وُصِف بالشيطان وبالسامري. إذًا، إن تعرّضت للإهانة أو للسخرية، ثبّت عينيك على مخلّص الكائنات: لقد سخروا منه وصفعوه وبصقوا على وجهه، كما أعطوه الخلّ والمرّ ليشرب وضربوا رأسه بقصبة.


إذا هاجمتك إحدى أفكار المجد الباطل بسبب رِفعة مستوى خدماتك، تذكّر كلمات الربّ الذي قال: "وهكذا أَنتُم، إِذا فَعَلتُم جميعَ ما أُمِرتُم بِه فقولوا: نَحنُ خَدَمٌ لا خَيرَ فيهِم، وما كانَ يَجِبُ علَينا أَن نَفعَلَه فَعَلْناه" (لو 17: 10).


من ناحية أخرى، إن أهين أخاك أمام عينيك بسبب ضعفه، ثبّت نظرك على مَن كان يظهر تضامنًا مع الخطأة وجباة الضرائب والزانيات لاستقطابهم إلى معرفته أكثر من الصالحين الذين لا يحتاجون إلى توبة (راجع لو 5: 30-32). وكذلك حين ترهقك الشهوات الطبيعيّة والشياطين، ثبّت نظرك عليه ممدّدًا على الصليب...


تأمّل بلا انقطاع بهذه الأشياء في قلبك وسيزول سمّ الحيّات من قلبك. من خلال صلبه، أصبح الرّب يسوع أقرب إليك ممّا كانت الحيّة النحاسيّة بالنسبة إلى اليهود: فهو يسكن في قلبك، وفي الطيّات السريّة لنفسك حيث يشعّ نور وجهه المجيد.


#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.