29 Sep
29Sep


إنجيل القدّيس متّى 45-43:12

قالَ الربُّ يَسوع: «إِنَّ الرُّوحَ النَّجِس، إِذَا خَرَجَ مِنَ الإِنْسَان، يَطُوفُ في أَمَاكِنَ لا مَاءَ فيهَا، يَطْلُبُ الرَّاحَةَ فلا يَجِدُهَا.

حينَئِذٍ يَقُول: سَأَعُودُ إِلى بَيْتِي الَّذي خَرَجْتُ مِنْهُ. ويَعُودُ فَيَجِدُهُ خَالِيًا، مَكْنُوسًا، مُزَيَّنًا.

حينَئِذٍ يَذْهَبُ ويَجْلُبُ مَعَهُ سَبْعَةَ أَرْوَاحٍ آخَرِينَ أَكْثَرَ مِنْهُ شَرًّا، ويَدْخُلُونَ ويَسْكُنُونَ في ذلِكَ الإِنْسَان، فَتَكُونُ حَالَتُهُ الأَخِيْرَةُ أَسْوَأَ مِنْ حَالَتِهِ الأُولى. هكَذَا سَيَكُونُ أَيْضًا لِهذَا الجِيلِ الشِّرِّير!».


القدّيس بيدُس المُكرَّم (نحو 673 - 735)، راهب وملفان الكنيسة

شرح لإنجل القدّيس لوقا

«أَرجِعُ إِلى بَيتِيَ الَّذي مِنه خَرَجْت»

ما زال بإمكاننا سماع كلمات جميع الهراطقة وجميع المنشقين وحتّى الكاثوليكيّين السيّئين الذين تخلّصوا من الرُّوح النجس وقت عمادهم. فهذا الرُّوح الشرير يجتاز الأماكن الجافّة، وبصفته مجرِّب ماهر وماكر، فهو يفحص قلوب المؤمنين الذين تطهّروا من كلّ فكرة نجسة وخطيرة، ليرى إن كان يستطيع ترسيخ آثاره الملعونة في القلوب. 


يقول هذا الرُّوح: "أَرجِعُ إِلى بَيتِيَ الَّذي مِنه خَرَجْت". ونتيجةً لهذه الكلمات، يجب أن نخشى أنّ تستغلّ هذه الأخطاء -التي اعتقدنا أنّها مُحيت إلى الأبد- تَساهُلَنَا لتعود فتفرض سيطرتها المُهلكة علينا. يجد الرُّوح هذا البيت مَكْنُوسًا أي مُطهّرًا بنعمة العماد المقدّس من أوساخ الخطيئة، لكنّه في الوقت عينه عارٍ كُليًّا من زينة الأعمال الصالحة. 


أمّا الأرواح السبعة التي أخذها معه، فهي تمثّل شموليّة الرذائل. فهي أَرْوَاحٌ أَكثر شرًّا مِنْهُ لأنّ البيت سيختزن، ليس فقط الرذائل السبعة المميتة المخالفة مباشرة للفضائل الرُّوحيّة السبعة، بل أنّ هذا البيت سيسعى بنفاقٍ ليبدو وكأنّه يختزن هذه الفضائل. 


#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.