11 Mar
11Mar


إنجيل القدّيس مرقس 56-47:6

لَمَّا كانَ المَسَاء، كانَتِ السَّفِينَةُ في وَسَطِ البُحَيْرَة، ويَسُوعُ وَحْدَهُ عَلى اليَابِسَة.

ورَأَى التَّلامِيذَ مَنْهُوكِينَ مِنَ التَّجْذِيف، لأَنَّ الرِّيحَ كانَتْ مُخَالِفةً لَهُم، فجَاءَ إِلَيْهِم في آخِرِ اللَّيْلِ مَاشِيًا عَلَى البُحَيْرَة، وكانَ يُريدُ أَنْ يَتخَطَّاهُم.

ولَمَّا رَآهُ التَّلامِيذُ مَاشِيًا عَلَى البُحَيْرَة، ظَنُّوهُ شَبَحًا فصَرَخُوا،

لأَنَّهُم رأَوْهُ كُلُّهُم وٱضْطَرَبُوا. وفي الحَالِ كَلَّمَهُم يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «ثِقُوا! أَنَا هُوَ، لا تَخَافُوا!».

وصَعِدَ إِلَيْهِم، إِلى السَّفِينَة، فسَكَنَتِ الرِّيح. ودَهِشُوا في أَنْفُسِهِم غَايَةَ الدَّهَش،

لأَنَّهُم لَمْ يَفْهَمُوا مُعْجِزَةَ الأَرْغِفَةِ لِقَسَاوَةِ قُلُوبِهِم.

ولَمَّا عَبَرُوا جَاؤُوا إِلى أَرْضِ جِنَّاشَر، وأَرْسَوا هُنَاك.

ولَمَّا خَرَجُوا مِنَ السَّفِينَةِ عَرَفَهُ النَّاسُ حَالاً.

وطَافُوا تِلْكَ النَّاحِيَةَ كُلَّها، وبَدَأُوا يَحْمِلُونَ مَنْ بِهِم سُوءٌ إِلى حَيْثُ كَانُوا يَسْمَعُونَ أَنَّهُ مَوْجُود.

وحَيْثُما كانَ يَدْخُلُ قُرًى أَوْ مُدُنًا أَو ضِياعًا، كَانُوا يَضَعُونَ المَرْضَى في السَّاحَات، ويَتَوَسَّلُونَ إِلَيْهِ أَنْ يَلْمُسُوا وَلَو طَرَفَ رِدَائِهِ. وجَمِيعُ الَّذِينَ لَمَسُوهُ كانُوا يُشْفَون.

القدّيسة تيريزيا الآبِليّة (1515 - 1582)، راهبة كرمليّة وملفانة الكنيسة

« وَكانَ جَميعُ ٱلَّذينَ يَلمِسونَهُ يُشفَون»

يا أيها الإله الحقّ ربّي! إنّها لتعزية كبرى للنفس اليائسة من الوحدة أن تعرف أنّك موجود في كلّ مكان. لكنّ لماذا يصعب علينا، يا ربّ، أن نفهم ذلك حين يزداد حزننا وتضطرب قلوبنا؟ حينها لا تعرف النفوس سوى أنّها بعيدة عنك وأنّه لا يوجد أيّ دواء لها... في الواقع، إنّ القلب الذي يحبّ بشدّة لا يقبل بهذا العزاء – أي عزاء الرَّبّ – إنّما ينتظر أن يكون شفَاؤُهُ من ذاك الَّذي آلمه. حين تشاء، ربّي، فأنت قادر أن تشفي كُلَّ الجراح... أيّها الحبيب الحق، أنت تشفي جراح الرِّماح الغارزة المؤلمة بحبّك، بتواضعك، بطيبتك، وحنانك، وبكلّ علامات الحبّ. أنت الرَّاحة لكلّ ألم. عبث أن نبحث عن الوسائل الإنسانية كي نداوي جراح الذين أضرمهم لهيب النّار الإلهية فأحرقهم. من يعلم إلى أي مدى تذهب تلك الجراح؟ أو من أين أتت؟ وكيف سيهدأ هكذا إعصار؟... على مثال العروس في نشيد الأناشيد أقول: "أنا لحبيبي وحبيبي لي" (نش 11: 6). بالفعل، فإن الحب الّذي أشعر به من المستحيل أن ينبع من حبّي الوضيع. مع ذلك يا عريسي، ورغم حبي المتواضع، فكيف أمكن لحبّ وضيع أن يتخطّى كلّ الخلائق ويصل إلى الذي خلقه؟



#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.