20 Mar
20Mar


إنجيل القدّيس لوقا 34-31:18

أَخَذَ يَسُوعُ الٱثْنَي عَشَرَ وقَالَ لَهُم: «هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورَشَلِيم، وَسَيتِمُّ كُلُّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ في الأَنْبِيَاءِ عَنِ ٱبْنِ الإِنْسَان.

فإِنَّهُ سَيُسْلَمُ إِلى الوَثَنِيِّين، فَيَسْخَرُونَ مِنْهُ وَيَشْتُمُونَهُ، وَيَبْصُقُونَ عَلَيْه،

وَيَجْلِدُونَهُ وَيَقْتُلُونَهُ، وفي اليَومِ الثَّالِثِ يَقُوم».

وَلكِنَّهُم لَمْ يَفْهَمُوا شَيئًا مِنْ ذلِكَ، بَلْ كانَ هذَا الكَلامُ خَفِيًّا عَنْهُم، وَمَا كَانُوا يُدْرِكُونَ مَا يُقَالُ لَهُم.

القدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة

الاعترافات، الجزء الثالث عشر

«هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورَشَلِيم»

أعطِني يا إلهي ذاتكَ، أعطِني ذاتَك دائمًا... نحن نرتاح في هبة روحك، حيث نستمتع وحيث نجد خيرنا وراحتنا. الحبّ يرفعنا، وروحك الخيِّر يبهج حقارتنا، وينتشلها من أبواب الموت (مز 9: 14). فإنّنا بالإرادة الصالحة نحصل على السلام. كلّ جسم يميل إلى مكانه الخاص وفقًا لوزنه، لأنّ الوزن لا يذهب بالضرورة إلى أسفل، بل إلى مكانه. فالنار تميل إلى الارتفاع، بينما الحجر ينحدر إلى الأسفل... كلُ واحدٍ يتّجه إلى مكانه الخاص؛ فالزيت يطفو فوق الماء، والماء ينزل تحت الزيت. إن كان شيء في غير محلّه، لا يمكنه أن يرتاح؛ لكن عندما يجد مكانه، فإنّه يستقر في الراحة. إنّ وزني هو حبّي؛ حبّي يشدّني إليه، ويأخذني حيثما يشاء. هبتك توقدنا وترفعنا إلى أعلى؛ هي تضرمنا، فنسير... إنّها نارك، نارك الجيّدة تشعلنا فننطلق، فننطلق نحو السلام، سلام أورشليم السماويّة، لأنّني "فَرِحْتُ بِالْقَائِلِينَ لِي: إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ نَذْهَبُ" (مز122[121]: 1). بيت الربّ هو مكاننا الذي ستقودنا إليه الإرادة الصالحة، حيث لا نرغب سوى في أن نقيم فيه جميع أيّام حياتنا وإلى الأبد.


#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.