27 Mar
27Mar

 

إنجيل القدّيس يوحنّا 37-31:19

إِذْ كَانَ يَوْمُ التَّهْيِئَة، سَأَلَ اليَهُودُ بِيلاطُسَ أَنْ تُكْسَرَ سِيقَانُ المَصْلُوبِينَ وتُنْزَلَ أَجْسَادُهُم، لِئَلاَّ تَبْقَى عَلى الصَّليبِ يَوْمَ السَّبْت، لأَنَّ يَوْمَ ذلِكَ السَّبْتِ كَانَ عَظِيمًا.

فَأَتَى الجُنُودُ وكَسَرُوا سَاقَي الأَوَّلِ والآخَرِ المَصْلُوبَينِ مَعَ يَسُوع.

أَمَّا يَسُوع، فَلَمَّا جَاؤُوا إِلَيْهِ ورَأَوا أَنَّهُ قَدْ مَات، لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْه.

لكِنَّ وَاحِدًا مِنَ الجُنُودِ طَعَنَ جَنْبَهُ بِحَرْبَة. فَخَرَجَ في الحَالِ دَمٌ ومَاء.

والَّذي رَأَى شَهِدَ، وشَهَادَتُهُ حَقّ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَقُولُ الحَقَّ لِكَي تُؤْمِنُوا أَنْتُم أَيْضًا.

وحَدَثَ هذَا لِتَتِمَّ آيَةُ الكِتَاب: «لَنْ يُكْسَرَ لَهُ عَظْم».

وجَاءَ في آيَةٍ أُخْرَى: «سَيَنْظُرُونَ إِلى الَّذي طَعَنُوه».

الطوباويّ غيريك ديغني (حوالى 1080 - 1157)، راهب سِستِرسيانيّ

العظة الرّابعة لأحد الشّعانين

«فطوبى لِجَميعِ الَّذينَ بِه يَعتَصِمون» (مز 2: 12)

مباركٌ مَن أتاح لي أن أبني عشًّا "في نخاريبِ الصَخر وفي خَفايا المُنحَدَرَات" (نش 2: 14) وهو الذي أذِنَ أن تُثقَب يداه ورجلاه ويُشَقَّ صدرَه. مباركٌ مَن كاشفني عن كامل ذاته كي أدخل "بَيتَ الله بِصَوتِ تَهْليلٍ" (مز 42[41]: 5) ولكي "في خَيمَتِه يَومَ الشرّ يَخبَأني وبِسِترِ خِبائِه يَسترني" (مز27[26]: 5). هذا الصخر هو ملجأ...، هو مقرٌّ عَذْبٌ للحمام لأنَّ ثقوب هذه الجروح المتفتِّحة على كافة هذا الجسم تهب الصفح للخطأة وتمنح النعمة للأبرار. هذا الصخر هو مَسكن آمن، أيُّها الإخوة، هو "في وَجهِ العَدُوِّ بُرجًا حَصينًا "(مز 61[60]: 4) حيث نَسكن بتأمّل مُحِبٍّ وثابت جروحات ربّنا يسوع المسيح. وبإيمان وحبّ تجاه المصلوب نبحث عن ملجأ آمن لنفسنا، ملجأ ضدّ حِدّة شهوة الجسد، وضدّ عواصف هذا العالم وهجمات إبليس. إنّ حماية هذا المعبد تفوق كلّ نفوذ هذا العالم... بناءً عليه، أُدْخُل هذا الصخر، اخْتبئ فيه... فليكن مأواك في المصلوب... فما الجرح في صَدر الرّب يسوع المسيح إن لم يكن باب السفينة المفتوح لِمَن سيتمتّعون بوقاية من الطوفان؟ لكِنّ سفينة نوح كانت رمزًا فقط، أمّا هنا فهو الواقع؛ لم يَعُد المقصود خلاص الحياة الفانية، بل الحصول على الخلود. إنّه إذًا من الصواب أن تُنشِد اليوم حمامة الرّب الفائقة الجمال أناشيد المجد (راجع نش 2: 13- 14) إن كان الانطلاق من ذكر آلام الرّب يسوع المسيح أو من الاقتداء به، أو من التأمّل بجروحاته المقدّسة كما من نخاريب الصخر، فإنَّ صوتها الرخيم يَدوي على أُذن الزوج الحبيب(راجع نش 2: 14).



#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.