أَجَابَ بَعْضُ الكَتَبَةِ والفَرِّيِسِيِّينَ يَسوعَ قَائِلين: «يَا مُعَلِّم، نُرِيدُ أَنْ نَرَى مِنْكَ آيَة».
فَأَجَابَ وقَالَ لَهُم: «جِيْلٌ شِرِّيرٌ فَاجِرٌ يَطْلُبُ آيَة، ولَنْ يُعْطَى آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيّ.
فكَمَا كَانَ يُونَانُ في بَطْنِ الحُوتِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وثَلاثَ لَيَال، كَذلِكَ سَيَكُونُ ٱبْنُ الإِنْسَانِ في قَلْبِ الأَرْضِ ثَلاثةَ أَيَّامٍ وثَلاثَ لَيَال.
رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ هذَا الجِيلِ ويَدِينُونَهُ، لأَنَّهُم تَابُوا بِإِنْذَارِ يُونَان، وهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَان!
مَلِكَةُ الجَنُوبِ سَتَقُومُ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ هذَا الجِيلِ وتَدِينُهُ، لأَنَّهَا جَاءَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَان، وهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَان!
رياضة روحيّة في الفاتيكان، 1983
لقد صدّق أهل نينوى رسالة هذا اليهودي وتابوا. بالنسبة إليّ، إنّ توبة أهل نينوى تشكّل حقيقة مفاجئة جدًا. كيف أمكنهم أن يصدّقوا؟ لا أجد إجابة غير هذه: عند سماعهم عظة يونان، لا بدّ من أنهم اعترفوا بأنّ جزءًا يمكن تصديقه من هذه الرّسالة على الأقل، وقد كان حقيقيًا بكل بساطة: إنّ خبث هذه المدينة كان خطيرًا. وهكذا فهموا أنّ الجزء الآخر كان صحيحًا أيضًا: إنّ الخبث دمّر مدينة. لقد استطاعوا أن يفهموا أنّ الاهتداء كان الإمكانية الوحيدة من أجل خلاص المدينة...لقد شكّلت نزاهة المُرسَل العنصر الثاني من مصداقية يونان: لقد أتى من بعيد لكي يقوم بمهمةٍ سوف تعرّضه للسخرية، ولن يكون باستطاعته أن يأمل بأي منفعة شخصية منها. كما وتضيف التقاليد اليهودية عنصرًا آخرًا: بقي يونان ثلاثة أيام وثلاث ليال في جوف الأرض، "جَوفِ مَثوى الأَمواتِ" (يون 2: 3). إنّ آثار تجربة موته بقيت واضحة وأكّدت أقواله.من المستحيل ألاّ نتساءل هنا. إذا أتى يونان جديد، هل سنصدّق؟ هل ستصدّق مدننا؟ اليوم أيضًا، في المدن الكبيرة وبين أهالي نينوى جددًا، إنّ الله يبحث عن رسل يعلنون التوبة. هل نملك الشجاعة والإيمان العميق والمصداقية اللازمة من أجل أن نلمس القلوب ونفتح أبواب الاهتداء؟
#شربل سكران بالله