09 May
09May


إنجيل القدّيس يوحنّا 71-60:6

لَمَّا سَمِعَ كَثِيرُونَ مِنَ التَلامِيذ، قَالُوا: «إِنَّ هذَا الكَلامَ صَعْبٌ، مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَسْمَعَهُ؟».
وعَلِمَ يَسُوعُ في نَفْسِهِ أَنَّ تَلامِيذَهُ يَتَذَمَّرُونَ مِنْ كَلامِهِ هذَا، فَقَالَ لَهُم: «أَهذَا يُسَبِّبُ شَكًّا لَكُم؟
فَكَيْفَ لَو شَاهَدْتُمُ ٱبْنَ الإِنْسَانِ صَاعِدًا إِلى حَيْثُ كَانَ أَوَّلاً؟
أَلرُّوحُ هُوَ المُحْيِي، والجَسَدُ لا يُفيدُ شَيْئًا. والكَلامُ الَّذِي كَلَّمْتُكُم أَنَا بِهِ هُوَ رُوحٌ وهُوَ حَيَاة.
لكِنَّ بَعْضًا مِنْكُم لا يُؤْمِنُون». قَالَ يَسُوعُ هذَا لأَنَّهُ كَانَ مِنَ البَدْءِ يَعْلَمُ مَنِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُون، ومَنِ الَّذي سَيُسْلِمُهُ.
ثُمَّ قَال: «لِهذَا قُلْتُ لَكُم: لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ إِليَّ، مَا لَمْ يُعْطَ لَهُ ذلِكَ مِنْ لَدُنِ الآب».
مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ ٱرْتَدَّ عَنْ يَسُوعَ كَثِيرُونَ مِنْ تَلامِيذِهِ، ولَمْ يَعُودُوا يَتْبَعُونَهُ.
فَقَالَ يَسُوعُ لِلٱثْنَي عَشَر: «وَأَنْتُم، أَلا تُرِيدُونَ أَيْضًا أَنْ تَذْهَبُوا؟».
أَجَابَهُ سِمْعَانُ بُطْرُس: «يَا رَبّ، إِلى مَنْ نَذْهَب، وكَلامُ الحَيَاةِ عِنْدَكَ؟
ونَحْنُ آمَنَّا، وعَرَفْنَا أَنَّكَ أَنْتَ قُدُّوسُ الله».
أَجَابَهُم يَسُوع: «أَمَا أَنَا ٱخْتَرْتُكُم، أَنْتُمُ الٱثْنَي عَشَر؟ مَعَ ذلِكَ فَوَاحِدٌ مِنْكُم شَيْطَان!».
وكَان يُشيرُ إِلى يَهُوذَا بْنِ سِمْعَانَ الإِسْخَريُوطِيّ، الَّذي كَانَ مُزمِعًا أَنْ يُسْلِمَهُ، وهُوَ أَحَدُ الٱثْنَي عَشَر.

المجمع الفاتيكانيّ الثاني

"كَلِمَةُ ٱللَّهِ – (Dei Verbum)"، دُسْتُورٌ عَقَائِدِيٌّ فِي ٱلْوَحْيِ ٱلْإِلٰهِيّ – ٱلْأَعْدَادُ ٢٤ – ٢٦

«يَا رَبُّ، إِلَىٰ مَنْ نَذْهَبْ وَكَلامُ ٱلْـحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ عِندَكَ؟» (يُو ٦: ٦٨)

إِنَّ ٱلْـكُتُبَ ٱلْمُقَدَّسَةَ تَحْتَوِي عَلَىٰ كَلِمَةِ ٱللَّهِ، بَلْ هِيَ حَقًّا كَلِمَةُ ٱللَّهِ لِأَنَّهَا مُلْهَمَةٌ. وَلِهٰذَا، يَجِبُ أَنْ يَكُونَ دَرْسُ ٱلْـكُتُبِ ٱلْمُقَدَّسَةِ بِمَثَابَةِ رُوحِ عِلْمِ ٱلَّاهُوتِ ٱلْمُقَدَّسِ. أَمَّا خِدْمَةُ ٱلْـكَلِمَةِ، أَعْنِي ٱلْـكِرَازَةَ ٱلرَّاعَوِيَّةَ وَٱلتَّعْلِيمَ وَكُلَّ إِرْشَادٍ مَسِيحِيٍّ، فَهُوَ مَا يَجِبُ أَنْ تَحْتَلَّ فِيهِ ٱلْعِظَةُ ٱلطَّقْسِيَّةُ مَحَلًّا مُمْتَازًا، فَتَتَغَذَّىٰ هِيَ أَيْضًا مِنْ كَلِمَةِ ٱلْـكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ نَفْسِهَا ٱلْغِذَاءَ ٱلسَّلِيمَ، وَتَتَجَدَّدَ بِٱلْقُوَّةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.إِنَّ ٱلْمَجْمَعَ ٱلْمُقَدَّسَ يَحُثُّ أَيْضًا بِصُورَةٍ خَاصَّةٍ وَبِقُوَّةٍ، ٱلْمَسِيحِيِّينَ جَمِيعَهُمْ... عَلَىٰ ٱسْتِكْشَافِ "مَعْرِفَةِ ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ ٱلْفَائِقَةِ" (فِل ٣: ٨)، "لِأَنَّهُ يَجْهَلُ ٱلْمَسِيحَ مَنْ يَجْهَلْ هٰذِهِ ٱلْـكُتُبَ". "فَلْيَقْبَلُوا إِذًا عَن رِضًى عَلَى ٱلنُّصُوصِ ٱلْمُقَدَّسَةِ نَفْسِهَا، سَوَاءً عَنْ طَرِيقِ ٱللِّيتُورْجِيَّا ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلْمُشْبَعَةِ بِٱلْـكَلَامِ ٱلْإِلٰهِيِّ، أَوْ عَنْ طَرِيقِ ٱلْقِرَاءَةِ ٱلتَّقَوِيَّةِ، أَوْ بِوَاسِطَةِ مُؤَسَّسَاتٍ تَتَلَاءَمُ وَٱلْمَطْلُوبَ، أَوْ أَخِيرًا عَنْ طَرِيقِ وَسَائِلَ أُخْرَىٰ تَنْتَشِرُ بِصُورَةٍ حَمِيدَةٍ فِي عَصْرِنَا ٱلْقَائِمِ وَفِي كُلِّ ٱلْمَعْمُورِ، بِقَبُولِ رُعَاةِ ٱلْـكَنِيسَةِ وَرِعَايَتِهِمْ. إِنَّمَا عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَذَكَّرُوا أَنَّهُ يَجِبُ أَنْ يُصَاحِبَ ٱلتَّأَمُّلَ قِرَاءَةُ ٱلْـكُتُبِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، لِيَنْشَأَ ٱلْـحِوَارُ بَيْنَ ٱللَّهِ وَٱلْإِنْسَانِ، لِأَنَّنَا "نُكَالِمُهُ فِي صَلَاتِنَا وَنَسْتَمِعُ إِلَيْهِ عِنْدَمَا نُطَالِعُ أَقْوَالَ ٱللَّهِ".وَهٰكَذَا "فَلْتُنْشَرْ كَلِمَةُ ٱلرَّبِّ إِذًا وَتُمَجَّدْ" (٢تس ٣: ١) بِقِرَاءَةِ ٱلْـكُتُبِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَدَرْسِهَا، وَلْتَمْلَأْ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ كُنُوزَ ٱلْوَحْيِ ٱلْمُوكَلَةَ إِلَىٰ ٱلْـكَنِيسَةِ قُلُوبَ ٱلْبَشَرِ. وَكَمَا تَنْمُو ٱلْـحَيَاةُ ٱلْـكَنَسِيَّةُ بِمُمَارَسَتِهَا سِرَّ ٱلْقُرْبَانِ مُـمَارَسَةً غَيْرَ مُنْقَطِعَةٍ، هٰكَذَا يَجْدُرُ بِنَا أَنْ نَرْجُوَ زَخَمًا جَدِيدًا لِلْـحَيَاةِ ٱلرُّوحِيَّةِ، يَنْبَعُ مِنِ ٱحْتِرَامٍ مُتَزَايِدٍ لِكَلِمَةِ ٱللَّهِ "ٱلَّتِي تَدُومُ إِلَى ٱلْأَبَدِ" (إِش ٣٠: ٨؛ رَاجِع ١بُط ١: ٢٣ – ٢٥).

#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.