فيمَا يَسُوعُ يَتَكَلَّم، سَأَلَهُ فَرِّيسيٌّ أَنْ يَتَغَدَّى عِنْدَهُ. فَدَخَلَ وَٱتَّكأ.
وَرَأَى الفَرِّيسِيُّ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَغْتَسِلْ قَبْلَ الغَدَاء، فَتَعَجَّب.
فَقَالَ لَهُ الرَّبّ: «أَنْتُمُ الآن، أيُّها الفَرِّيسِيُّون، تُطَهِّرُونَ خَارِجَ الكَأْسِ وَالوِعَاء، ودَاخِلُكُم مَمْلُوءٌ نَهْبًا وَشَرًّا.
أَيُّها الجُهَّال، أَلَيْسَ الَّذي صَنَعَ الخَارِجَ قَدْ صَنَعَ الدَّاخِلَ أَيْضًا؟
أَلا تَصَدَّقُوا بِمَا في دَاخِلِ الكَأْسِ وَالوِعَاء، فَيَكُونَ لَكُم كُلُّ شَيءٍ طَاهِرًا.
كتابات روحيّة بتاريخ 04 /03 /1938
آه لو أنّ العالم الذي يبحث عن الله يعرِف! آه لو يعرف هؤلاء العلماء الذين يبحثون عن الله في المعرفة الفكرية والنقاشات العقيمة ولو يعرف الناس أين هو الله! كم من حروبٍ كُنَا سنتفاداها وكم كان سيعمّ السلام في العالم وكم من نفوس كانت لتخلص. أنهم لمجانين وأغبياء مَنْ يبحثون عن الله حيث ليس هو موجودٌ أصلاً! اسمعوا وكونوا مدهوشين: إن الله في قلب الإنسان وأنا أعرف ذلك. لكن انتبهوا فالله يحيا في قلب الإنسان عندما يعيش هذا القلب متجرّدًا من كل ما ليس هو وعندما يدرك هذا القلب أن الله يقرع بابه (راجع أع 3: 20) فيكنس ويمسح كل مكان في داخله وبذلك يستعد لاستقبال مَن هو وحده يُشبع الإنسان حقًا.كم هو عذب أن يعيش المرء هكذا مع الله في أعماق قلبه؛ ويا للعذوبة الكبيرة أن يرى نفسه مليئًا بالله! ... يا لها من كلفة قليلة أو بالأحرى لا كلفة في أن نصنع كل ما يريده لأننا نحب إرادته فيغدو حينذاك كل شيء، حتى الألم والمعاناة، سلامًا لأننا نتألم بمحبّة. وحده الله يُشبع النفس ويملأها بالكامل... فليأتِ العلماء ويسألوا أين هو الله: إن الله موجود حيث لا يمكن للعالِم بكل العلم الأناني أن يصل.
#شربل سكران بالله