03 Sep
03Sep


إنجيل القدّيس لوقا 15-12:14

قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِلَّذي دَعَاه إِلى تنَاولِ الطَعَام: «إِذَا صَنَعْتَ غَدَاءً أَوْ عَشَاءً، فَلا تَدْعُ أَصْدِقَاءَكَ، ولا إِخْوَتَكَ، وَلا أَنْسِباءَكَ، وَلا جِيرانَكَ الأَغْنِيَاء، لِئَلاَّ يَدْعُوكَ هُمْ أَيْضًا بِالمُقَابِل، وَيَكُونَ لَكَ مُكافَأَة.
بَلْ إِذَا صَنَعْتَ وَلِيمَةً فٱدْعُ المَسَاكِين، وَالمُقْعَدِين، والعُرْج، وَالعُمْيَان.
وَطُوبَى لَكَ، لأَنَّهُم لَيْسَ لَهُم مَا يُكَافِئُونَكَ بِهِ، وَتَكُونُ مُكَافَأَتُكَ في قِيَامَةِ الأَبْرَار».
وَسَمِع أَحَدُ المَدْعُوِّينَ كَلامَ يَسُوعَ فَقالَ لَهُ: «طُوبَى لِمَنْ يَأْكُلُ خُبْزًا في مَلَكُوتِ الله!».

القدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة

عظة عن المزمور 122[121]

«فتُكافَأُ في قِيامَةِ الأَبرار»

إنّ للمحبّة قدرة كبيرة: إنّها قوتنا. وإن لم تكن لدينا المحبّة، فكل ما تبقّى لا ينفع بشيء. قال القدّيس بولس: «لو تَكَلَّمتُ بلُغاتِ النَّاسِ والمَلائِكة، ولَم تَكُنْ لِيَ المَحبَّة، فما أَنا إِلاَّ نُحاسٌ يَطِنُّ أَو صَنْجٌ يَرِنّ» (1كور13: 1). ثمّ تابع قائلاً: «ولَو فَرَّقتُ جَميعَ أَموالي لإِطعامِ المَساكين، ولَو أَسلَمتُ جَسَدي لِيُحرَق، ولَم تَكُنْ لِيَ المَحبَّة، فما يُجْديني ذلكَ نَفْعًا» (1كور13: 3). إن لم تكن لديك سوى المحبّة، وحتّى لو لم يكن باستطاعتك توزيع أي شيء على الفقراء، أحْبِبْ. ولو كان كلّ ما تستطيع تقديمه هو «كَأسُ ماءٍ باردٍ» (مت 10: 42)، فإنّ ذلك سيؤهّلك إلى المكافأة نفسها الّتي حصل عليها زكّا بعد أن وزّع نصف ثروته (راجع لو19: 8). كيف ذلك؟ واحد يعطي القليل وآخر الكثير، ويلقى الاثنان المكافأة نفسها؟ أجل؛ صحيح أن العطاء المادي غير متكافئ، إنّما الحبّ هو نفسه... قال صاحب المزمور: «لِنَذهَبْ إِلى بَيتِ الرَّبّ» (مز122 [121]: 4). علينا نحن أن نرى إذا كنّا سنذهب إلى هناك أم لا. فليست أقدامنا هي الّتي ستحملنا إلى هنالك، إنّما قلوبنا.  فلنرَ إن كنّا سنذهب؛ وليسأل كلّ واحد نفسه: ماذا تفعل من أجل المؤمن الفقير، أو من أجل أخيك البائس أو من أجل ذاك المتسوّل الّذي يمدّ لك يده؟ فلنرَ إن كان قلبنا واسعًا... «أُطلُبوا السَّلامَ لأورَشليم» (مز122 [121]: 6). ما الّذي يصنع السلام لأورشليم؟ «الخير لِلَّذينَ يُحِبُّونَكِ!» وجّه صاحب المزمور هذه الكلمات إلى أورشليم: «الَّذينَ يُحِبُّونَكِ سيحصلون على الخيرات»؛ الخيرات بعد العوز. هنا على الأرض توجد التّعاسة، وفوق توجد الخيرات؛ هنا يوجد الضعف، وفوق توجد القوّة. من هم فقراء على هذه الأرض سيكونون أغنياء في السماء. من أين يأتي غناهم؟ من كلّ ما أعطوه على الأرض من الخيرات الّتي تلقّوها لفترة من الله؛ في السماء، سيحصلون على ما يعطيهم الله إلى الأبد.يا أحبائي، إنّ الأغنياء على هذه الأرض ليسوا سوى فقراء؛ إنّه للأمرٌ جيّد أن يكتشف الأغنياء فقرهم. أيظن الغني نفسه ممتلئًا؟ هذا انتفاخ، وليس امتلاء. فليعترف بفراغه حتّى يتمكن من ملء هذا الفراغ. ماذا يمتلك؟ الذهب. ماذا ينقصه إذاً؟ الحياة الأبديّة. فلينظر الغني جيّدًا إلى ما يمتلك وليعترف بما ينقصه. يا إخوتي، على الغني أن يعطي ما يملك حتّى يتلقّى ما ليس لديه.



#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.