25 Oct
25Oct


إنجيل القدّيس متّى 23-18:13

قالَ الربُّ يَسوع لِتلاميذِهِ: «إِسْمَعُوا أَنْتُم مَثَلَ الزَّارِع:

كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ كَلِمَةَ المَلَكُوتِ ولا يَفْهَمُهَا، يَأْتِي الشِّرِّيرُ ويَخْطَفُ مَا زُرِعَ في قَلْبِهِ: هذَا هُوَ الَّذي زُرِعَ على جَانِبِ الطَّرِيق.

أَمَّا الَّذي زُرِعَ في الأَرْضِ الصَّخْرِيَّة، فهُوَ الَّذي يَسْمَعُ الكَلِمَة، وفي الحَالِ يَقْبَلُهَا بِفَرَح؛

ولكِنَّهُ لا أَصْلَ لَهُ في ذَاتِهِ وإِنَّمَا يَثْبُتُ إِلى حِيْن، فَإِذَا حَدَثَ ضِيْقٌ أَوِ ٱضْطِهَادٌ مِنْ أَجْلِ الكَلِمَةِ فَحَالاً يَشُكُّ.

أَمَّا الَّذي زُرِعَ بَيْنَ الشَّوْكِ فَهُوَ الَّذي يَسْمَعُ الكَلِمَة، ولكِنَّ هَمَّ هذَا الدَّهْرِ وغُرُورَ الغِنَى يَخْنُقَانِ فيهِ الكَلِمَة، فَيَبْقَى بِلا ثَمَر.

أَمَّا الَّذي زُرِعَ في الأَرْضِ الجَيِّدَةِ فَهُوَ الَّذي يَسْمَعُ الكَلِمَةَ ويَفْهَمُهَا فَيَحْمِلُ ثَمَرًا، ويُعْطِي وَاحِدٌ مِئَةً وآخَرُ سِتِّين، وآخَرُ ثَلاثين».



«فَيُثمِرونَ ثَلاثينَ أَو سِتّينَ أَو مائَةَ ضِعف» (مر 4: 20)

أيّها الإخوة الأحبّاء، عندما نعرض عليكم شيئًا مفيدًا لنفوسكم، فلا يحاولَنَّ أحد الاعتذار بقوله: "لا وقت لديّ للقراءة، لذلك لا يمكنني معرفة وصايا الله ولا حفظها"... لِنُقلِع عن الثّرثرة الباطلة وعن المزاح اللاّذع... ولنَرَ إن لم يَعُد لدينا وقت نخصّصه لقراءة الكتاب المقدّس... عندما تطول الليالي، هل يكون هناك أحد قادرًا على النوم كثيرًا لدرجة أنّه لا يقدر أن يقرأ بنفسه الكتاب المقدّس أو يسمع أحدًا غيره يقرأه؟... لأنّ نور النفس وغذاءها الأبديّ ليسا سوى كلمة الله الّتي بدونها لا يستطيع القلب أن يحيا ولا أن يرى...


إنّ العناية بنفسنا تشبه تمامًا العناية بالأرض. كما أنّه في أرض مزروعة نَقلع من جهة ونستأصل من أخرى حتى الجذور لكي نُلقي البذار الصالحة، هكذا علينا أن نعمل في نفسنا: نَستأصل ما هو سيّء ونزرع ما هو جيّد؛ ننزع ما يؤذي ونزرع ما يفيد؛ نَقلع الكبرياء ونزرع التواضع؛ نرمي البخل ونحتفظ بالرحمة؛ نحتقر الدنس ونحبّ العفّة...


في الواقع، أنتم تعرفون كيف نزرع الأرض. أوّلاً ننزع الأشواك ونرمي الحجارة بعيدًا، ثمّ نفلح الأرض ذاتها، ثانيةً وثالثةً، وأخيرًا... نزرع. فليكن الأمر كذلك في نفسنا: لننزع أوّلاً الأشواك، أي الأفكار السيّئة؛ ثمّ لِنرفع الحجارة، أو بالأحرى كلّ خبث وصلابة. وأخيرًا لنفلح قلبنا بمحراث الإنجيل وسكّة الصليب، وَلنَكسِرْهُ بالتوبة، وَلنَفْرِشْهُ بالصَّدَقَة، ولنُهَيِّئْه بالمحبّة لزرع الربّ...، لكي يتمكّن من تلقّي زرع الكلمة الإلهيّة بفرح، ويثمر ليس فقط ثلاثين، بل ستّين ومئة مرّة.

#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.