28 Oct
28Oct


إنجيل القدّيس متّى 43-36:13

تَرَكَ يَسُوعُ الجُمُوعَ وَأَتَى إِلى البَيْت، فَدَنَا مِنْهُ تَلامِيْذُهُ وقَالُوا لَهُ: «فَسِّرْ لَنَا مَثَلَ زُؤَانِ الحَقْل».

فَأَجَابَ وقَال: «زَارِعُ الزَّرْعِ الجَيِّدِ هُوَ ٱبْنُ الإِنْسَان،

والحَقْلُ هُوَ العَالَم، والزَّرْعُ الجَيِّدُ هُم أَبْنَاءُ المَلَكُوت، والزُّؤَانُ هُم بَنُو الشِّرِّير،

والعَدُوُّ الَّذي زَرَعَ الزُّؤَانَ هُوَ إِبْلِيس، والحِصَادُ هُوَ نِهَايَةُ العَالَم، والحَصَّادُونَ هُمُ المَلائِكَة.

فكَمَا يُجْمَعُ الزُّؤَانُ ويُحْرَقُ بِالنَّار، كَذلِكَ يَكُونُ في نِهَايَةِ العَالَم.

يُرْسِلُ ٱبْنُ الإِنْسَانِ مَلائِكَتَهُ، فَيَجْمَعُونَ مِنْ مَمْلَكَتِهِ كُلَّ الشُّكُوكِ وفَاعِلي الإِثْم،

ويُلقُونَهُم في أَتُّونِ النَّار. هُنَاكَ يَكُونُ البُكَاءُ وصَرِيْفُ الأَسْنَان.

حينَئِذٍ يَسْطَعُ الأَبْرَارُ كالشَّمْسِ في مَلَكُوتِ أَبِيْهِم. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ فَلْيَسْمَع!


«إنّ إنسانًا عدوًّا فعل هذا»

أكتب إليكم، إخوتي الأحبّاء، لكي تعلموا أنّه منذ اليوم الذي خُلق فيه آدم وحتّى نهاية العالم، أوتيَ الشرير أن يحارب القدّيسين بدون كلل (راجع رؤ 13: 7)... ومع ذلك، قليلون هم الذين يدركون أنّ مُدَمّر النفوس يسكن أجسادهم، وهو قريبًا جدًّا من نفسهم. يقعون في محنة وما من أحد على الأرض ليؤاسيَهم. لذلك ينظرون إلى السماء حيث يوجّهون انتظاراتهم، لكي يحصلوا من هناك على شيء ما في داخلهم. ومن خلال هذه القوّة، وبفضل درع الروح (راجع أف 6: 13)، سينتصرون. فمن السماء، في الواقع، يحصلون على قوّة تبقى محجوبة عن عيون الجسد. طالما هم يبحثون عن الله من كلّ قلبهم، فإنّ قوّة الله تأتي سرًّا لمساعدتهم في أيّ وقت... فلأنّهم يلمسون ضعفهم بإصبعهم، ولأنّهم يعجزون عن الانتصار، لذلك يطلبون بشغف درع الله، وإذ هم مَكسوّون هكذا بتجهيزات الرُّوح للصراع، فإنّهم ينتصرون...


اعلموا إذًا، يا إخوتي الأحبّاء، أنّ كلّ الذين حضّروا نفسهم لتصبح أرضًا طيّبة للزرع السماويّ، يسرع الشرير ليزرع فيهم زؤانه... واعلموا أيضًا أنّ من لا يبحث عن الربّ من كلّ قلبه، لا يجرّبه إبليس بشكل علنيّ، بل بالخفاء من خلال الحيَل التي يحاول بواسطتها إبعاده عن الله.


لكن الآن، إخوتي، تشجّعوا ولا تخافوا شيئًا. لا تدعوا تخيّلات الشرير تخيفكم. في الصلاة، لا تدخلوا في صراع غامض بإطلاق صرخات غير مناسبة، بل اقبلوا نعمة الربّ بالتوبة والندامة... تشجّعوا، واهدأوا، واصمدوا، واقلقوا على أنفسكم وواظبوا على الصلاة... لأنّ الذين يبحثون حقيقةً عن الله، يحصلون في نفسهم على قوّة إلهيّة، وإذ يحصلون على هذه المسحة السماويّة، سيشعرون جميعهم في داخلهم بطَعم العالم الآتي وعذوبته. فليرافقكم سلام الربّ، ذلك السلام الذي رافق جميع الآباء القدّيسين وحماهم من كلّ تجربة.

#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.