16 Nov
16Nov


إنجيل القدّيس يوحنّا 50-46:8

قالَ الرَبُّ يَسوع لِليَهود: «مَنْ مِنْكُم يُوَبِّخُنِي على خَطِيئَة؟ إِنْ كُنْتُ أَقُولُ الحَقَّ فَلِمَاذَا لا تُصَدِّقُونَنِي؟

مَنْ هُوَ مِنَ اللهِ يَسْمَعُ كَلامَ الله. وأَنْتُم لا تَسْمَعُون، لأَنَّكُم لَسْتُم مِنَ الله».

أَجَابَ اليَهُودُ وقَالُوا لَهُ: «أَمَا حَسَنًا نَقُولُ إِنَّكَ سَامِرِيّ، وبِكَ شَيْطَان؟».

أَجَابَ يَسُوع: «لَيْسَ بِي شَيْطَان، ولكِنِّي أكَرِّمُ أَبِي، وأَنْتُم تَحْتَقِرُونِي!

وأَنَا لا أَطْلُبُ مَجْدِي، فَهُنَاكَ مَنْ يَطْلُبُ وَيَدِين.


«أَجابَه اليهود: أَلَسْنا على صوابٍ في قَولِنا إِنَّكَ سامِريّ، وإِنَّ بِكَ مَسًّا مِنَ الشَّيطان؟»

إنّه لأمر مثيرٌ للإهتمام أن نعرف كيف تجرّأ اليهود على إطلاق اسم السامِري على المخلِّص الذي لم يتوقّف عن نشر تعاليمه الخاصّة بالقيامة وبالدينونة، فيما كان السامِريّون ينكرون الحياة المستقبليّة وخلود النفس. ربّما كانت هذه مجرّد إهانة مجانيّة وجّهوها إليه من خلال إعطائه إسم مِلَّة لم يكن يشاركها الأفكار نفسها. 


لقد اتّهموه أيضًا بوجود مسٍّ من الشيطان فيه، لأنّ الحقائق العظيمة التي كان يعلِّمهم إيّاها عن أنّ الله كان أبيه، وأنّه نزلَ من السماء، كانت تفوق الذكاء البشري. أو ربّما اقتنعوا بشكوك البعض منهم الذين كانوا يعتقدون أنّه كان يطرد الشياطين بقوّة بعل زبول.


لقد وجّهوا إليه إتّهامين: "إنّكَ سامِريّ" و"إنّ بكَ مَسًّا من الشيطان". لم ينكر الرّب يسوع أنّه سامِري. أليس هو السامِري الصالح الذي اقتربَ من المسافر المُصاب ومارسَ تجاهه واجبات الرحمة كلّها (راجع لو 18)؟ ولنَقُلْ أيضًا إنّ المخلِّص، أكثر من القدّيس بولس، أرادَ أن يفعل كلّ شيء لكسب جميع البشر؛ فلذلك، لم ينكرْ أنّه كان سامِريًّا. كما أنّه يعود أيضًا للرّب يسوع وحده أن يقول: "ليسَ بي مسٌّ من الشيطان"؛ وأيضًا: "إنّ سيّد هذا العالم آتٍ وليس له يدٌ عليّ" (يو14: 30) لأنّ أصغر الخطايا كانت تُنسب إلى الشّيطان. 

#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.