28 Nov
28Nov

إنجيل القدّيس لوقا 42-38:10

فيمَا (كَانَ يَسوعُ وتلاميذهُ) سَائِرين، دَخَلَ يَسُوعُ إِحْدَى ٱلقُرَى، فٱسْتَقْبَلَتْهُ في بَيتِهَا ٱمْرَأَةٌ ٱسْمُها مَرْتا.

وَكانَ لِمَرْتَا أُخْتٌ تُدْعَى مَرْيَم. فَجَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَي ٱلرَّبِّ تَسْمَعُ كَلامَهُ.

أَمَّا مَرْتَا فَكانَتْ مُنْهَمِكَةً بِكَثْرَةِ ٱلخِدْمَة، فَجَاءَتْ وَقَالَتْ: «يَا رَبّ، أَمَا تُبَالي بِأَنَّ أُخْتِي تَرَكَتْنِي أَخْدُمُ وَحْدِي؟ فَقُلْ لَهَا أَنْ تُسَاعِدَنِي!».

فَأَجَابَ ٱلرَّبُّ وَقَالَ لَهَا: «مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين!

إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد! فَمَرْيَمُ ٱخْتَارَتِ ٱلنَّصِيبَ ٱلأَفْضَل، وَلَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا».


«مَع أَنَّ ٱلحاجَةَ إِلى أَمرٍ واحِد...»

أرفعُ الشكرَ الى مصدرِ النعمة، الى الخالق الذي منه يَنبَثِق كلُّ شيء حسن وكلُّ كمال، لأنه زيّنكِ بمقدارٍ من الفضائل، وجمَّلَكِ بوفرةٍ من الكمال بحيث أنَّكِ اقتديت مُصغيةً بكمال الآب السّماوي بحيث إنَّ عينيه لم تَعُودا تَتَبَيَّنا فيكِ شيئًا ناقصًا. ها هو ذاك الكمال الذي سيُرسِّخ اتحادَكِ بالمَلك الذي يجلس بمجدٍ على عرشٍ من الكواكِب: هذا الكمال بالنسبة لكِ قِوامُهُ احتقار عظائم ملكوت أرضيّ، واعتبار اقتراح زواج مع الإمبراطور كأنَّه عمل شائن، كذلك إنَّ قِوام هذا الكمال هو ممارسة نَذر الفقر المقدّس، والسَّير بكامل حماسةِ حُبِّكِ وتواضُعِكِ على خُطى مّن اعتبرَكِ مُستحقّة أن تُدعي الى عُرسِه. 


أعلم أنَّكِ مُزيَّنة بالفضائل، لكن لا أريد أن أزعجَكِ وإرهاقكِ بمدائح غير مُجديّة، ولو أنّه بالنسبة إليكِ لا شيء يبدو غير مُجدِ حين تستطيعين أن تجني منه بعض السّلوى. بناءً عليه، وبما "أَنَّ ٱلحاجَةَ إِلى أَمرٍ واحِد" (راجع لو10: 42) فسأكتفي بأن أحُثَّك على هذا الأمر المطلوب، وذلك حُبًّا بمَن قدَّمْتِ ذاتَكِ له قربانة مقدّسة ومُستحبّة: تذكّري دعوتك، "وكمثل رَاحيل" أخرى، أعيدي دومًا الى حافِظتكِ المبادئ الأساسيّة التي تدفعكِ الى العمل: احتَفظي بعناية بما قد اكتَسبتِ؛ ما تفعليه، افعليه بجودة؛ لا تتراجعي أبدًا؛ بخلاف ذلك، أسرعي واركضي برشاقة دون التعثّر بحجارة الطريق، حتى دون أن تزيلي الغبار التي تلوّث الأرجل؛ سيري بثقة وحبور وفرح. تقدّمي بحذر على طريق السعادة: لا تثقي بأحد ولا تُسلّمي ذاتَك لكلّ مَن يريد أن يُبعِدَكِ عن دعوتكِ ويُعطِّل جولتكِ ويمنعُكِ أن تكوني أمينة للخالق في حالة الكمال حيث دعاكِ روح الربّ.

#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.