23 Dec
23Dec


إنجيل القدّيس لوقا 55-46:1

قالَتْ مَرْيَم: «تُعَظِّمُ نَفسِيَ الرَّبّ،

وتَبْتَهِجُ رُوحِي بِٱللهِ مُخَلِّصِي،

لأَنَّهُ نَظرَ إِلى تَواضُعِ أَمَتِهِ. فَهَا مُنْذُ الآنَ تُطَوِّبُنِي جَمِيعُ الأَجْيَال،

لأَنَّ القَدِيرَ صَنَعَ بي عَظَائِم، وٱسْمُهُ قُدُّوس،

ورَحْمَتُهُ إِلى أَجْيَالٍ وأَجْيَالٍ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ.

صَنَعَ عِزًّا بِسَاعِدِهِ، وشَتَّتَ المُتَكبِّرينَ بأَفْكَارِ قُلُوبِهِم.

أَنْزَلَ المُقْتَدِرينَ عنِ العُرُوش، ورَفَعَ المُتَواضِعِين.

أَشْبَعَ الجِيَاعَ خَيْرَاتٍ، وصَرَفَ الأَغْنِياءَ فَارِغِين.

عَضَدَ إِسْرائِيلَ فَتَاهُ ذَاكِرًا رَحْمَتَهُ،

لإِبْراهِيمَ ونَسْلِهِ إِلى الأَبَد،كمَا كلَّمَ آبَاءَنا».


«تُعَظِّمُ الرَّبَّ نَفْسي وَتَبتَهِجُ روحي بِٱللهِ مُخَلِّصي»

فلتسكنْ نَفْسُ مريم في الجميع حتّى نعظّم الربّ؛ فلتسكنْ نفس مريم في الجميع حتّى نبتهج بالله. إن لم يكن للرّب يسوع المسيح سوى والدة واحدة بحسب الجسد، فإنّ الرّب يسوع المسيح هو ثمرة الجميع بالإيمان، لأنّ كلّ نفس تستطيع استقبال كلمة الله، شريطة أن تبقى من دون وصمة، وأن تحافظ على طهارتها في نقاوة لا تتغيّر. إنّ كلّ نفس تصل إذًا إلى هذا الحالة تعظّم الربّ، كما عظّمت نفس مريم الربّ وكما ابتهجت روحها بالله المخلّص.


الربّ إذًا معظّم، كما قرأتم في مكان آخر: "عظّموا الربّ معي تعظيمًا" (مز 34[33]: 4). لا لأنّ الكلام البشريّ قد يضيف شيئًا على الربّ، بل لأنّه يكبر فينا. لأنّ "المسيح هو صورة الله" (2كور 4: 4)، وبالتالي فإنّ النفس التي تقوم بعمل صالح روحيّ تعظّم صورة الله هذه، التي على مثالها خلقت. كذلك عندما تعظّم هذه النفس صورة الربّ، تشارك نوعًا ما بعظمته وترتفع؛ وبهذا يبدو كأنّها تعيد في نفسها نسج هذه الصورة بالألوان البرّاقة التي تشعّ من أعمالها الحسنة وتنقلها نوعًا ما بفضائلها.

#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.