29 Dec
29Dec


إنجيل القدّيس يوحنّا 18-1:1

في البَدْءِ كَانَ الكَلِمَة، والكَلِمَةُ كَانَ مَعَ الله، وكَانَ الكَلِمَةُ الله.

كانَ الكَلِمَةُ هذَا في البَدْءِ معَ الله.

كُلُّ شَيءٍ بِهِ كُوِّن، وبِغَيْرِهِ مَا كُوِّنَ أَيُّ شَيء.

كُلُّ مَا كُوِّنَ بِهِ كَانَ حَيَاة، والحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاس،

والنُّورُ في الظُّلْمَةِ يَسْطَع، والظُّلْمَةُ لَمْ تَقْوَ عَلَيْه.

كَانَ إِنْسَانٌ مُرْسَلٌ مِنْ عِنْدِ الله، إِسْمُهُ يُوحَنَّا.

جَاءَ يُوحَنَّا هذَا لِلشَّهَادَة، لِيَشْهَدَ لِلنُّور، فَيُؤْمِنَ الجَمِيعُ عَلى يَدِهِ.

مَا كَانَ هُوَ النُّور، بَلْ جَاءَ يَشْهَدُ لِلنُّور،

لأَنَّ النُّورَ الحَقيقيّ، الَّذي يُنيرُ كُلَّ إِنْسان، كانَ آتِيًا إِلى العَالَم.

في العَالَمِ كَانَ الكَلِمَة، والعَالَمُ بِهِ كُوِّن، والعَالَمُ مَا عَرَفَهُ.

إِلى بَيْتِهِ جَاء، وأَهْلُ بَيْتِهِ مَا قبِلُوه.

أَمَّا كُلُّ الَّذينَ قَبِلُوه، وَهُمُ المُؤمِنُونَ بِٱسْمِهِ، فَقَدْ أَعْطَاهُم سُلْطَانًا أَنْ يَصيرُوا أَولادَ الله،

هُمُ الَّذين، لا مِنْ دَمٍ، ولا مِنْ رَغْبَةِ جَسَد، ولا مِنْ مَشيئةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ وُلِدُوا.

والكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وسَكَنَ بَيْنَنَا، ورَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدَ ٱبْنٍ وَحيد، آتٍ مِنَ الآب، مَلآنَ نِعْمَةً وحَقًا.

لَهُ يَشْهَدُ يُوحَنَّا، وقَدْ هَتَفَ قَائِلاً: «هذَا هُوَ الَّذي قُلْتُ فِيه: إِنَّ الآتي ورَائِي قَدْ صَارَ قُدَّامي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلي».

أَجَل، مِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ كُلُّنَا أَخَذْنَا نِعْمَةً تِلْوَ نِعْمَة.

عَلى يَدِ مُوسَى أُعْطِيَتِ التَّوْرَاة، وعَلى يَدِ يَسُوعَ المَسِيحِ صَارَتِ النِّعْمَةُ والحَقّ.

أَللهُ مَا رَآهُ أَحَدٌ البَتَّة: أَلٱبْنُ الوَحِيدُ الله، الكَائِنُ في حِضْنِ الآب، هُوَ الَّذي أَخْبَرَ عَنْهُ.



«والكَلِمَةُ صارَ بَشَرًا فسَكَنَ بَينَنا»

"في البَدءِ كانَ الكَلِمَة"، ابن الله الوحيد. قبل أن تتكوّن العوالم، قبل أن يكون هناك زمانً، كان في حضن الآب الأزليّ، إله من إله ونور من نور، مباركٌ إلى أبعد حد في المعرفة الّتي عنده من الآب وبالمعرفة الّتي كانت لدى الآب عنه، متلقيًّا منه كلّ كمال إلهيّ ولكن دائمًا واحد مع ذلك الّذي ولده. هكذا كتب الإنجيليّ يوحنّا في بدء إنجيله: "في البَدءِ كانَ الكَلِمَة والكَلِمَةُ كانَ لَدى الله والكَلِمَةُ هوَ الله."...


كان باستطاعته في الحقيقة عند سقوط الإنسان، أن يبقى في المجد الّذي لديه مع الآب قبل خلق العالم. لكن هذا الحبّ، الّذي لا يُسبر والّذي ظهر منذ بدء الخليقة، كان غير راضٍ بأن يرى صُنع يديه يُتلف. هذا ما جعله ينزل من حضن الآب ليتمّم إرادته ويُصلح الشر الّذي سبّبته الخطيئة. في غفرانٍ رائع، أتى متسربلاً الضعف لا القوّة، "مُتَّخِذًا صُورةَ العَبْد وصارَ على مِثالِ البَشَر وظَهَرَ في هَيئَةِ إِنْسانٍ" ساقطٍ (في 2: 7) متمّمًا تصميمه على انتشاله. هكذا تواضع، معانيًا كلّ عاهات طبيعتنا، شبيهًا بجسدنا الخاطئ، "فَقَدِ امتُحِنَ في كُلِّ شَيءٍ مِثْلَنا ما عَدا الخَطِيئَة" (عب 4: 14)، فهو مُنَزَّه من كلّ خطأ ولكن معرّض للتجربة، وفي النهاية "وضَعَ نَفْسَه وأَطاعَ حَتَّى المَوت مَوتِ الصَّليب" (في 2: 8).


هكذا أصبح ابن الله ابن الإنسان – مائت ولكن غير خاطئ؛ وارثًا عاهاتنا لا خطيئتنا؛ ابن الذريّة القديمة ولكنّه "بدء خليقة الله الجديدة" (راجع رؤ 3: 14). مريم، أمّه... اختيرت لتُعطي طبيعة بشريّة لذاك الّذي هو خالقها. هكذا أتى إلى العالم، ليس على سُحب السماء، بل مولودًا هنا في الأسفل، مولودًا من امرأة؛ هو، ابن مريم، وهي، أمّ الله... هو حقًّا إله وإنسان، ولكن شخص واحد...، مسيحٌ واحد.  


#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.