12 Jan
12Jan


إنجيل القدّيس يوحنّا 42-40:10

عَادَ يَسُوعُ إِلى عِبْرِ الأُرْدُنّ، إِلى حَيْثُ كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّدْ مِنْ قَبْلُ، فَأَقَامَ هُنَاك.

وأَتَى إِلَيْهِ كَثِيرُونَ وكَانُوا يَقُولُون: «لَمْ يَصْنَعْ يُوحَنَّا أَيَّ آيَة، ولكِنْ، كُلُّ مَا قَالَهُ في هذَا الرَّجُلِ كَانَ حَقًّا».

فآمَنَ بِهِ هُنَاكَ كَثِيرُون.


«فآمَنَ بِهِ هُنَاكَ كَثِيرُون»

في عظة القدّاس الذي به افتتحتُ حبريّتيِ، كنتُ أقول: "إنّ الكنيسة في مجملها، والرعاة فيها، عليهم أن يسيروا في الطريق على مثال الرّب يسوع المسيح، ليقودوا البشر خارج البريّة، نحو موضع الحياة، نحو الصداقة مع ابن الله، نحو ذاك الذي يعطينا الحياة والحياة في ملئها". ويحدث من الآن أنّ المسيحيّين غالبًا ما يهتمّون اهتمامًا خاصًّا بالنتائج الاجتماعيّة والثقافيّة والسياسيّة لالتزامهم، مستمرّين في التفكير بأنّ الإيمان هو مثل أمرٍ بديهي للعيش المشترك. بالفعل، فإنّ هذا الأمر البديهي ليس كذلك فحسب، إنّما غالبًا ما يتمّ إنكاره. بينما كان من الممكن في الماضي التعّرف الى نسيج ثقافي وحدوي، مقبول قبولاً واسعًا في رجوعه إلى مضامين الإيمان وإلى القيم التي يُلهمها، يبدو اليوم أنّ الأمر لم يعد كذلك في قطاعات كبيرة من المجتمع، بسبب أزمة إيمانيّة عميقة مسَّت أشخاصًا كثيرين.


لا نستطيع أن نقبل بأن يفسد الملح وأن يُخفى النور (راجع مت 5: 13-16). فعلى مثال المرأة السامريّة، يمكن للإنسان اليوم أن يشعر أيضًا من جديد بالحاجة إلى الذهاب إلى البئر ليسمع الرّب يسوع داعيًا إيّاه إلى الإيمان به، وإلى الاستقاء من نبعه المتدفّق بالماء الحي (راجع يو 4: 14). علينا أن نستعيد الذوق لنتغذّى بكلمة الله التي تنقلها الكنيسة بأمانة، وبخبز الحياة وهما يُقدَّمان سندًا لجميع تلاميذه (راجع يو 6: 51). إنّ تعليم الرّب يسوع ما يزال يرنّ اليوم أيضًا بالقوّة نفسها: "لا تعملوا للطعام الذي يفنى، بل اعملوا للطعام الذي يبقى فيصير حياة أبديّة" (يو 6: 27). والسؤال الذي طرحه السامعون هو السؤال نفسه الذي نطرحه اليوم: "ماذا نعمل لنقوم بأعمال الله؟" (يو 6: 28). ونعرف جواب الرّب يسوع: "عمل الله أن تؤمنوا بمن أرسل" (يو6: 29). فالإيمان بالرّب يسوع هو إذًا الطريق لبلوغ الخلاص بشكل نهائي.

#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.