28 Jan
28Jan


إنجيل القدّيس يوحنّا 8-1:15

قالَ الربُّ يَسوعُ: «أَنَا هُوَ الكَرْمَةُ الحَقِيقِيَّةُ وأَبِي الكَرَّام.

كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لا يَحْمِلُ ثَمَرًا يَقْطَعُهُ، وكُلُّ غُصْنٍ يَحْمِلُ ثَمَرًا يُنَقِّيهِ لِيَحْمِلَ ثَمَرًا أَكْثَر.

أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ بِفَضْلِ الكَلِمَةِ الَّتِي كَلَّمْتُكُم بِهَا.

أُثْبُتُوا فِيَّ، وأَنَا فِيكُم. كَمَا أَنَّ الغُصْنَ لا يَقْدِرُ أَنْ يَحْمِلَ ثَمَرًا مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِهِ، إِنْ لَمْ يَثْبُتْ في الكَرْمَة، كَذلِكَ أَنْتُم أَيْضًا إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ.

أَنَا هُوَ الكَرْمَةُ وأَنْتُمُ الأَغْصَان. مَنْ يَثْبُتُ فِيَّ وأَنَا فِيه، يَحْمِلُ ثَمَرًا كَثيرًا، لأَنَّكُم بِدُونِي لا تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا.

مَنْ لا يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُ كَالغُصْنِ خَارِجًا ويَيْبَس. وتُجْمَعُ الأَغْصَانُ اليَابِسَة، وتُطْرَحُ في النَّارِ فَتَحْتَرِق.

إِنْ تَثْبُتُوا فِيَّ، وتَثْبُتْ أَقْوَالِي فِيكُم، تَطْلُبُوا مَا تَشَاؤُونَ فَيَكُونَ لَكُم.

بِهذَا يُمَجَّدُ أَبِي أَنْ تَحْمِلُوا ثَمَرًا كَثيرًا، وتَصِيرُوا لي تَلاميذ.



«مَن ثَبَتَ فيَّ وثَبَتُّ فيه فَذاكَ الَّذي يُثمِرُ ثَمَراً كثيراً»

حين يشعر الإنسان النبيل برغبة في داخله كي يمتلك الله أو النعمة أو أي شيء آخر، عليه ألَّا يفكّر إلّا قليلّا بالتعزية الداخليّة التي بإمكانه الحصول عليها... إنّ الذين ينسبون الى الله جميع مواهبه الجسديّة والروحيّة، هم وحدهم يصبحون قادرين ومستحقّين أن يحصلوا على فيض من النِّعّم... يا اولادي، هؤلاء الناس هم مثل ساق الكرمة. من الخارج، هذا الساق هو أسود اللون، ناشف وطفيف القيمة. والذي يجهل ما هو هذا السّاق، يظّن أنه لا يصلح سوى الى رمْيِه في النار كي يُحرَق. لكن في داخل هذه الدالية تختبئ عروق ممتلئة بالحياة وبقوّةٍ عظيمة تنتج الثمر الفائق الثمن والأكثر عذوبة، ثمرٌ لم تحمل مثله لا الغابة ولا الأشجار.


هذا ما ينطبق على الناس المتفوِّقين بلطفهم والغارقين في محبّة الله. في مظهرهم الخارجي هم كأناس يذبلون كالخشب الاسود والناشف، لأنّهم متواضعون وصغار في مظهرهم الخارجي. هم ليسوا كمَن يتميّزون بالتعابير البليغة والإنجازات المُلفِتة والممارسات الجلّية، إنّهم دون مظهر مُلفت، وبالعودة الى رأيهم، إنّهم لا يلمعون بشيء. لكن الذي يعرف العِرق الملآن بالحياة والموجود في عمقهم حيث يتخلّون عن كلّ ما هو في طبيعتهم الخاصة حيث الله هو وحده حصّتهم وسندهم. ما أشّد الغبطة التي تمنحه إيّاها هذه المعرفة!

#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.