إنجيل القدّيس متّى 21-16:6
قالَ الربُّ يَسوع: «مَتَى صُمْتُم، لا تُعَبِّسُوا كَالمُرَائِين، فَإِنَّهُم يُنَكِّرُونَ وُجُوهَهُم لِيَظْهَرُوا لِلنَّاسِ أَنَّهُم صَائِمُون. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُم قَدْ نَالُوا أَجْرَهُم.
أَمَّا أَنْتَ، مَتَى صُمْتَ، فَٱدْهُنْ رَأْسَكَ، وَٱغْسِلْ وَجْهَكَ،
لِئَلاَّ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ أَنَّكَ صَائِم، بَلْ لأَبِيكَ الَّذي في الخَفَاء، وأَبُوكَ الَّذي يَرَى في الخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيك.
لا تَكْنِزُوا لَكُم كُنُوزًا على الأَرْض، حَيْثُ العُثُّ والسُّوسُ يُفْسِدَان، وحَيْثُ اللُّصُوصُ يَنْقُبُونَ ويَسْرِقُون،
بَلِ ٱكْنِزُوا لَكُم كُنُوزًا في السَّمَاء، حَيْثُ لا عُثَّ ولا سُوسَ يُفْسِدَان، وحَيْثُ لا لُصُوصَ يَنْقُبُونَ ويَسْرِقُون.
فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلبُكَ.
في أعماق القلب
يجب علينا في زمن الصوم هذا أن ندخل إلى أعماق ذواتنا. إنّه زمن الألفة مع الله في عمق القلب والضمير. إذ في هذه الألفة الداخليّة مع الله يتحقّق عمل الصيام الأساسيّ ألا وهو عمل التوبة.
في خفايا القلب وفي هذه الألفة مع الله في ملء حقيقة القلب والضمير، تتردّد صدى كلمات المزمور الذي وردّ في الليتورجيا اليوم، والذي هو من أعمق الاعترافات التي يقوم بها الإنسان أمام الله: "اِرحَمْني يا أَللهُ بِحَسَبِ رَحمَتِكَ وبِكَثرَةِ رأفَتِكَ اَمْحُ مَعاصِيَّ. زِدْني غُسْلاً مِن إِثْمي ومِن خَطيئَتي طَهِّرْني. فإِنِّي عالِمٌ بِمَعاصِيَّ وخَطيئَتي أَمامي في كُلِّ حين. إِلَيكَ وَحدَكَ خَطِئتُ والشَرّ أَمامَ عَينَيكَ صَنعتُ" (مز51[50]: 3-6).
إنًها كلمات تطّهر، تحوّل. تحوّل الإنسان من الداخل. لنردّدها مرارًا في زمن الصيام. ولنسعَ إلى تجديد الرّوح الذي يحيّيها، هذه النسمة الدّاخليّة الّتي تعطي لهذه الكلمات قوّة التّوبة. لأنّ الصوم هو بشكلٍ أساسيّ دعوة للتوبة. إن أعمال الرّحمة التي يتكلّم عنها الإنجيل اليوم تفتح الطريق أمام هذه التوبة. لننكبّ على ممارستها ولكن لنبحث أولاً عن لقاء الله في حياتنا وفي كلّ ما نفعل لنصل فيما بعد إلى هذه التوبة العميقة التي يفيض بها مزمور التوبة في الليتورجيا اليوم.
#شربل سكران بألله