03 Mar
03Mar


إنجيل القدّيس متّى 35-23:18

قالَ الرَبُّ يَسوع: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ مَلِكًا أَرَادَ أَنْ يُحَاسِبَ عَبِيدَهُ.

وبَدَأَ يُحَاسِبُهُم، فَأُحْضِرَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ مَدْيُونٌ لَهُ بِسِتِّينَ مَلْيُونَ دِيْنَار.

وإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُوفِي بِهِ دَيْنَهُ، أَمَرَ سَيِّدُهُ بِأَنْ يُبَاعَ هُوَ وزَوْجَتُهُ وأَوْلادُهُ وكُلُّ مَا يَمْلِكُ لِيُوفِيَ الدَّيْن.

فَوَقَعَ ذلِكَ العَبْدُ سَاجِدًا لَهُ وقَال: أَمْهِلْنِي، يَا سَيِّدِي، وأَنَا أُوفِيكَ الدَّيْنَ كُلَّهُ.

فَتَحَنَّنَ سَيِّدُ ذلِكَ العَبْدِ وأَطْلَقَهُ وأَعْفَاهُ مِنَ الدَّيْن.

وخَرَجَ ذلِكَ العَبْدُ فَوَجَدَ وَاحِدًا مِنْ رِفَاقِهِ مَدْيُونًا لَهُ بِمِئَةِ دِيْنَار، فَقَبَضَ عَلَيْهِ وأَخَذَ يَخْنُقُهُ قَائِلاً: أَوْفِنِي كُلَّ مَا لِي عَلَيْك.

فَوَقَعَ رَفِيْقُهُ عَلى رِجْلَيْهِ يَتَوَسَّلُ إِليْهِ ويَقُول: أَمْهِلْنِي، وأَنَا أُوفِيْك.

فَأَبَى ومَضَى بِهِ وطَرَحَهُ في السِّجْن، حَتَّى يُوفِيَ دَيْنَهُ.

ورَأَى رِفَاقُهُ مَا جَرَى فَحَزِنُوا حُزْنًا شَدِيْدًا، وذَهَبُوا فَأَخْبَرُوا سَيِّدَهُم بِكُلِّ مَا جَرى.

حِينَئِذٍ دَعَاهُ سَيِّدُهُ وقَالَ لَهُ: أَيُّهَا العَبْدُ الشِّرِّير، لَقَدْ أَعْفَيْتُكَ مِنْ كُلِّ ذلِكَ الدَّيْن، لأَنَّكَ تَوَسَّلْتَ إِليَّ.

أَمَا كَانَ عَلَيْكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَرْحَمَ رَفيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنا؟!

وغَضِبَ سَيِّدُهُ فَسَلَّمَهُ إِلى الجَلاَّدين، حَتَّى يُوفِيَ كُلَّ مَا عَلَيْه.

هكَذَا يَفْعَلُ بِكُم أَيْضًا أَبي السَّمَاوِيّ، إِنْ لَمْ تَغْفِرُوا، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُم لأَخِيْه، مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُم».



القدّيسة تيريزيا الكالكوتيّة (1910 - 1997)، مؤسِّسة الأخوات مرسلات المحبّة

درب بسيط

«أعفِنا مِن خَطايانا فإنَّنا نُعْفي نَحنُ أَيضًا كُلَّ مَن لنا عليه» (لو 11: 4)

كلّ مساء، قبل أن تناموا، عليكم أن تفحصوا ضمائركم (لأنّكم لا تعلمون إن كنتم ستبصرون النور صباح اليوم التالي!). مهما كان الأذى الذي تسبّبتم به، عليكم أن تلتزموا بتصحيحه، إن كان هذا ممكنًا. فعلى سبيل المثال، إن سرقتم شيئًا، حاولوا أن تعيدوه؛ وإن أهنتم أحدًا، حاولوا أن تعتذروا منه بدون تأخير. أمّا إذا كان من المستحيل تصحيح ذلك الخطأ، عليكم أن تعبّروا عن أسفكم وندمكم أمام الله. إنّه أمر بالغ الأهميّة، لأنّه يفترض بنا أن نكون قادرين على الشعور بالندم وبالتوبة كي نكون قادرين على محبّة الآخرين. يمكنكم مثلاً أن تقولوا: "يا ربّ، أنا نادم لأنّني أهنتك، وأعدك بأن أقوم بكلّ ما في وسعي لئلاّ أكرّر ذلك". حينها وبشكل مفاجئ، ستشعرون بالارتياح وبالخلاص لأنّ قلبكم أصبح طاهرًا! تذكّروا أنّ الربّ رحوم. إنّه أبونا الغفور، أبونا القادر على مسامحة كلّ شيء وعلى نسيان كلّ شيء، شرط أن نحاول القيام بالمثل تجاه أولئك الذين أساؤوا إلينا.


افحصوا إذًا صميم قلوبكم للتأكّد من خلوّها من أيّ أحقاد تجاه القريب. في الواقع، كيف يمكننا أن نطلب من الله أن يسامحنا، في حين لا نرغب في مسامحة الآخرين؟ تذكّروا أنّ توبتكم الحقيقيّة بقلبٍ نبيل ستمحو أخطاءكم أمام الله. سيغفر لكم على الدوام إذا كانت توبتكم صادقة فعلاً. صلّوا إذًا على نيّة مسامحة مَن أهانوكم، ومحبّة مَن لا تحبّونهم، وتعلّموا لاحقًا أن تسامحوا الآخرين على أخطائهم تمامًا كما غفر لنا الله خطايانا.


#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.