14 Mar
14Mar


إنجيل القدّيس لوقا 10-1:7

بَعْدَ أَنْ أَكْمَلَ يَسوعُ كَلامَهُ كُلَّهُ عَلى مَسَامِعِ الشَّعْب، دَخَلَ كَفَرنَاحُوم.

وكَانَ لِقائِدِ مِئَةٍ خَادِمٌ بِهِ سُوء، وقَدْ أَشْرَفَ عَلى المَوت، وكَانَ عَزيزًا عَلَيه.

وَسَمِعَ بِيَسوعَ فَأَرْسَلَ إِلَيهِ بَعْضَ شَيُوخِ اليَهُود، يَسْأَلُهُ أَنْ يَأْتِيَ ويُنقِذَ خَادِمَهُ.

فَأَقْبَلُوا إِلى يَسُوع، وأَلَحُّوا يَتَوسَّلُونَ إِلَيهِ قَائِلين: «إنَّهُ مُسْتَحِقٌّ أَنْ تَصْنَعَ لَهُ هذَا،

لأَنَّهُ يُحِبُّ أُمَّتنَا، وَقَد بَنَى لَنَا المَجْمَع».

فَمَضَى يَسُوعُ مَعَهُم. ومَا إنْ صَارَ غَيرَ بَعِيدٍ عَنِ البَيْت، حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيهِ قَائِدُ المِئَةِ بَعْضَ أَصْدقَائِهِ، يَقولُ لَهُ: «يا رَبّ، لا تُزعِجْ نَفْسَكَ، لأَنِّي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفي.

لِذلِكَ لَمْ أَحسَبْ نَفْسي مُسْتَحِقًّا أَنْ آتِيَ إِلَيْك، لكِنْ قُلْ كَلِمَةً فَيُشْفَى فَتَاي.

فَإنِّي أَنا أَيْضًا رَجُلٌ خَاضِعٌ لِسُلْطان، وَلِي جُنُودٌ تَحْتَ إِمْرَتي، فَأَقولُ لِهذَا: ٱذْهَب! فَيَذْهَبْ، وَلآخَرَ: ٱئْتِ! فَيَأْتي، وَلِخَادِمِي: ٱفْعَلْ هذَا! فَيَفْعَل».

وَلَمَّا سَمِعَ يَسوعُ أُعْجِبَ بِه، وٱلتَفَتَ إِلى الجَمْعِ الَّذي يَتْبَعُهُ فَقاَل: «أَقولُ لَكُم: لَمْ أَجِدْ مِثْلَ هذَا الإِيْمَانِ حَتَّى في إِسْرائِيل».

وَعَاد المُرْسَلُونَ إِلى البَيْت، فَوَجَدُوا الخَادِمَ مُعَافَى.



التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة

§ 27-30

«أَقولُ لَكم: لم أَجِدْ مِثلَ هذا الإيمانِ حتَّى في إسرائيل»

إن التّوق إلى الله أمر محفورٌ في قلب الإنسان، لأنّ الإنسان مخلوقٌ من الله ومن أجل الله؛ ولا ينفكُّ الله من جذب الإنسان نحوه، كما أن الإنسان لن يجد الحقيقة ولا السعادة اللتان ينشدهما إلاّ في الله... على مدى العصور وحتّى تاريخنا هذا، عبّر البشر بطرقٍ مختلفة عن بحثهم المستمر عن الله انطلاقًا من معتقداتهم وتصرّفاتهم الدّينيّة (صلوات، تقادم، عبادات، تأمّلات، إلخ...). وبالرّغم من الغموض الّذي يمكن أن تنطوي عليه طرق تلك التّعابير، فإنّها ذات طابع عالمي لدرجة يمكن أن نسمّي الإنسان كائنًا دينيًّا... غير أنّ هذه "العلاقة الحميمة والحيويّة الّتي تربط وتوحّد الإنسان بالله" يمكن أن يلفّها النسيان وأن تصبح غير معروفة لا بل يمكن أن تُرفض قطعيًّا من الإنسان. إن مواقف كهذه قد يكون لها جذورًا مختلفة جدًّا: الثورة ضد الشّر في العالم، الجهل واللامبالاة الدّينيّين، "هَمّ الحَياةِ الدُّنيا وفِتنَة الغِنى" (مت 13: 22)، المثال السّيّء الّذي قد يقدّمه بعض المؤمنين، التّيّارات الفكريّة المعادية للدّين، وأخيرًا وليس آخرًا ذلك الموقف الّذي يتخذه الإنسان الخاطئ بداعي الخوف، يختبئ من وجه الرّب (راجع تك 3: 8 وما يليها) ويهرب من وجهه (راجع يون 1: 3)


"لتفرَحْ قلوبُ مُلتَمِسي الرَّبّ" (مز 105[104]: 3). إن أراد الإنسان أن ينسى الله أو يرفضه، فإن الله لا ينفك يدعو كل إنسان للبحث عنه لكي يعيش ويجد السّعادة. غير أن هذا البحث تتطلب من الإنسان كل جهد ذكائه، وتصميم إرادته، واستقامة قلبه (راجع مز 97[96]: 11) وتتطلّب أيضًا شهادة الآخرين الّذين يعلّمونه البحث عن الله.


" الرَّبُّ عَظيمٌ ومُسبَحٌ جِداً ولا حَدَّ لِعَظَمَتِه، ولا قِياسَ لإدْراكِه" (مز 145[144]: 3 + 147[146]: 5). إن الإنسان، الّذي يشكّل جزءًا صغيرًا من خلقك، يدّعي تسبيحك، وبالتّحديد الإنسان اللابس طبيعة الفساد، والّذي يحمل في داخله شهادة خطيئته وشهادة أنّ "اللهَ يُكابِرُ المُتَكَبِّرين" (يع 4: 6). بالرّغم من كل ذلك، فإن الإنسان، الّذي يشكّل جزءًا صغيرًا من خلقك، يريد أن يسبّحك. إنّك أنت تحثّه على ذلك، إذ تجعله يجد سعادته في تسبحتك، لأنّك خلقتنا من أجلك وقلبنا لا يجد الرّاحة إن لم يرتح فيك يا رب (القديّس أوغسطينس، اعترافات)



#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.