22 Mar
22Mar

 

إنجيل القدّيس لوقا 42-38:10

فيمَا (كَانَ يَسوعُ وتلاميذهُ) سَائِرين، دَخَلَ يَسُوعُ إِحْدَى ٱلقُرَى، فٱسْتَقْبَلَتْهُ في بَيتِهَا ٱمْرَأَةٌ ٱسْمُها مَرْتا.

وَكانَ لِمَرْتَا أُخْتٌ تُدْعَى مَرْيَم. فَجَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَي ٱلرَّبِّ تَسْمَعُ كَلامَهُ.

أَمَّا مَرْتَا فَكانَتْ مُنْهَمِكَةً بِكَثْرَةِ ٱلخِدْمَة، فَجَاءَتْ وَقَالَتْ: «يَا رَبّ، أَمَا تُبَالي بِأَنَّ أُخْتِي تَرَكَتْنِي أَخْدُمُ وَحْدِي؟ فَقُلْ لَهَا أَنْ تُسَاعِدَنِي!».

فَأَجَابَ ٱلرَّبُّ وَقَالَ لَهَا: «مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين!

إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد! فَمَرْيَمُ ٱخْتَارَتِ ٱلنَّصِيبَ ٱلأَفْضَل، وَلَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا».




القدّيسة جيرترود ديلفا (1256 - 1301)، راهبة بندكتيّة

Le Héraut, Livre III, SC 143

الميل نحو الله

إن جيرترود، التي كانت قلقةً في إحدى المرّات في داخلها من عدم قدرتها على اختبار توقٍ كبيرٍ لدرجةٍ يكون ملائمًا لمجد الله، حصلت على هذا التفسير الإلهيّ، بأن الله راضٍ تمامًا عندما يكون للإنسان الإرادة على أن يكون لديه رغبات كبيرة إن أمكن حتّى ولو كان غير قادر على تحقيق المزيد؛ وعلى قدر ما تكون أمنيته بالحصول على تلك الرّغبة كبيرة، فهكذا تكون أمام الله. بقلب مليء بهذه الرغبة في تمنّي الحصول على التوق، يجد الله المزيد من المسرّات ليبقى، أكثر من المسرّات الّتي تكتنف الإنسان في أكثر فصول الرّبيع إزهارًا.


مرّة أخرى، وبسبب المرض، كانت أقلّ انتباهًا لله لبضعة أيام، ثمّ شرعت، بعد استعادتها وعيها لهذا الذنب، في الاعتراف بهذا الإهمال للربّ بتواضع خاشع. وبما أنّها كانت تخشى الاضطرار إلى تحمّل تأخير طويل قبل أن تجد الحلاوة القديمة للحضور الإلهيّ، فجأةً وفي لحظة، شعَرَت أنّ صلاح الله ينحني نحوها لقبلةٍ مليئة بالحبّ، مع هذه الكلمات: "يا ابنتي، أنتِ دائمًا معي، وكلّ ما لي هو لكِ". لقد فهِمَت، من خلال هذه الإجابة، أنّه على الرغم من أنّ الإنسان بطبيعته الهشّة يزيح انتباهه عن الله، فإنّ هذا الأخير لا يهمل، في لطفه الرحيم، أن يحمِّل جميع أعمالنا استحقاقًا لمكافأةٍ أبديّة، شريطة ألّا نتحوّل عنه عمدًا وأن نتوب دومًا عن كلّ ما يؤنّبنا ضميرنا عليه.


#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.