28 Mar
28Mar


إنجيل القدّيس لوقا 34-31:18

أَخَذَ يَسُوعُ الٱثْنَي عَشَرَ وقَالَ لَهُم: «هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورَشَلِيم، وَسَيتِمُّ كُلُّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ في الأَنْبِيَاءِ عَنِ ٱبْنِ الإِنْسَان.

فإِنَّهُ سَيُسْلَمُ إِلى الوَثَنِيِّين، فَيَسْخَرُونَ مِنْهُ وَيَشْتُمُونَهُ، وَيَبْصُقُونَ عَلَيْه،

وَيَجْلِدُونَهُ وَيَقْتُلُونَهُ، وفي اليَومِ الثَّالِثِ يَقُوم».

وَلكِنَّهُم لَمْ يَفْهَمُوا شَيئًا مِنْ ذلِكَ، بَلْ كانَ هذَا الكَلامُ خَفِيًّا عَنْهُم، وَمَا كَانُوا يُدْرِكُونَ مَا يُقَالُ لَهُم.



القدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة

شرح للمزمور 127[126]

«ومَضى بالِاثنَيْ عَشَرَ فقالَ لَهم: ها نحنُ صاعِدونَ إِلى أُورَشَليم» (لو 18: 31)

"باطِلٌ لَكم أَن تُبَكِّروا في القِيام" (مز127[126]: 2). ما معنى ذلك؟... إنّ الرّب يسوع المسيح، نهارنا، قد بزغَ؛ فحسنٌ لكم أن تنهضوا بعده وليس قبله. مَن هم أولئك الذين ينهضون قبل الرّب يسوع المسيح؟... إنّهم أولئك الذين يريدون أن يكونوا مرتفعين على هذه الأرض، حيث كان هو متواضعًا. فليكونوا إذًا متواضعين في هذا العالم إن أرادوا أن يُرفَعوا حيث ارتفع الرّب يسوع المسيح. في الحقيقة، لقد قالَ الربّ عن الذين انتموا إليه بالإيمان... وتحديدًا نحن من هؤلاء: "يا أَبَتِ، إِنَّ الَّذينَ وهَبتَهم لي أُريدُ أَن يَكونوا معي حَيثُ أَكون فيُعايِنوا ما وَهَبتَ لي مِنَ المَجد" (يو17: 24). يا لها من عطيّة رائعة، يا لها من نعمة كبيرة، يا له من وعد مجيد... أتريدون أن تكونوا هناك حيث هو قد ارتفع؟ كونوا متواضعين حيث كان هو متواضعًا.


"ما مِن تِلميذٍ أَسمَى مِن مُعَلِّمِه" (مت10: 24)... مع ذلك، فإنّ ابنيّ زبدى، قبل أن يُعانيا الذلّ وفقًا لآلام الربّ، كانا قد اختارا موقعهما، واحدًا عن يمين الله، والآخر عن يساره. لقد أرادا أن "يُبكّرا في القيام"؛ لذا، كانا يسيران في الباطل. إنّ الربّ ذكَّرَهما بالتواضع عندما سألهما: "أيمكنكما أن تشربا الكأس التي أنا مُزمَعٌ أن أشربَها؟ لقد أتيتُ لأكونَ متواضعًا، وأنتما تودّان القيام قبلي؟ اتبعاني في الطريق حيث أمضي. فإن مضيتما في طريقٍ غير التي أسلكها، سيكون ذلك سُدى".


#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.