01 Apr
01Apr


إنجيل القدّيس يوحنّا 11-1:12.57-55:11

كَانَ فِصْحُ اليَهُودِ قَريبًا، فَصَعِدَ كَثِيرُونَ مِنَ القُرَى إِلى أُورَشَلِيمَ قَبْلَ الفِصْحِ لِيَتَطَهَّرُوا.

وكَانُوا يَطْلُبُونَ يَسُوع، ويَقُولُونَ فيمَا بَيْنَهُم، وهُم قِيَامٌ في الهَيْكَل: «مَاذَا تَظُنُّون؟ أَلا يَأْتِي إِلى العِيد؟».

وكَانَ الأَحْبَارُ والفَرِّيسِيُّونَ قَدْ أَصْدَرُوا هذَا الأَمْر: عَلى كُلِّ مَنْ يَعْلَمُ أَيْنَ هُوَ يَسُوعُ أَنْ يُبَلِّغَ عَنْهُ، لِيَقْبِضُوا عَلَيْه.

قَبْلَ الفِصْحِ بِسِتَّةِ أَيَّام، جَاءَ يَسُوعُ إِلى بَيْتَ عَنْيَا، حَيْثُ كَانَ لَعَازَرُ الَّذِي أَقَامَهُ مِنْ بَينِ الأَمْوَات.

فَأَعَدُّوا لَهُ هُنَاكَ عَشَاء، وكَانَتْ مَرْتَا تَخْدُم، وكَانَ لَعَازَرُ أَحَدَ المُتَّكِئِينَ مَعَهُ.

وأَخَذَتْ مَرْيَمُ قَارُورَةَ طِيبٍ مِنْ خَالِصِ النَّاردِينِ الغَالِي الثَّمَن، فَدَهَنَتْ قَدَمَي يَسُوعَ، ونَشَّفَتْهُمَا بِشَعْرِهَا، وعَبَقَ البَيْتُ بِرَائِحَةِ الطِّيب.

قَالَ يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطيّ، أَحَدُ تَلامِيذِ يَسُوع، الَّذي كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يُسْلِمَهُ:

«لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هذَا الطِّيبُ بِثَلاثِ مِئَةِ دِينَار، ويُوَزَّعْ ثَمَنُهُ على الفُقَرَاء؟».

قَالَ هذَا، لا ٱهْتِمَامًا مِنْهُ بِٱلفُقَرَاء، بَلْ لأَنَّهُ كَانَ سَارِقًا، والصُّنْدُوقُ مَعَهُ، وكَانَ يَخْتَلِسُ مَا يُلْقَى فِيه.

فَقَالَ يَسُوع: «دَعْهَا! فَقَدْ حَفِظَتْهُ إِلى يَوْمِ دَفْنِي!

أَلفُقَرَاءُ مَعَكُم في كُلِّ حِين. أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ في كُلِّ حِينٍ مَعَكُم».

وعَلِمَ جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ اليَهُودِ أَنَّ يَسُوعَ هُنَاك، فَجَاؤُوا، لا مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ وَحْدَهُ، بَلْ لِيَرَوا أَيْضًا لَعَازَرَ الَّذي أَقَامَهُ مِنْ بَينِ الأَمْوَات.

فَعَزَمَ الأَحْبَارُ على قَتْلِ لَعَازَرَ أَيْضًا،

لأَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ اليَهُودِ كَانُوا بِسَبَبِهِ يَذْهَبُونَ ويُؤْمِنُونَ بِيَسُوع.



أوريجينُس (نحو 185 - 253)، كاهن ولاهوتيّ

شرح لنشيد الإنشاد، 2: 9

«فعَبِقَ البَيتُ بِالطِّيب»

تقول العروس في نشيد الإنشاد: "أَفاح نارَديني رائِحَتَه" (نش 1: 12)...؛ لقد اقتربت العروس من عريسها، ومسحته بـأطيابها، وبطريقة مدهشة، حصل كما لو أنّ طيب النّاردين لم يعطِ رائحته قبلاً عندما كان في يدَي العروس، بل أفاح عطره عندما لمس جسد العريس. ويبدو بذلك أنّه ليس العريس هو الّذي أخذ رائحة الطِّيب، بل أنّ طيب النّاردين أخذ رائحتَه من العريس... 


فلنشبّه هنا الكنيسة العروس بشخص مريم (أخت لعازر): قال الإنجيليّ أنّها "تَناولَت حُقَّةَ طِيبٍ مِنَ النَّارَدينِ الخالِصِ الغالي الثَّمَن، ودهَنَت قَدَمَي يسوع ثُمَّ مَسَحَتْهما بِشَعرِها"، فتلقّت بذلك، بواسطة شَعر رأسها، عِطرًا حاويًا جودة جسد الرّب يسوع وقدرته... لقد غمست رأسها بطيبٍ شهيّ آتٍ، ليس من طيب النّاردين، بل من الرّب يسوع المسيح، وها هي تقول [مع العروس]: "إنّ طيبي، المسكوب على جسد الرّب يسوع، عَكَسَ عليّ رائحته"...


"فعَبِقَ البَيتُ بِالطِّيب". هذا يشير بالتأكيد إلى أنّ رائحة العقيدة الآتية من الرّب يسوع المسيح، وعطر الرُّوح القدس اللطيف، قد ملآ بيت هذا العالم بالكامل، أو بيت الكنيسة كلّها. أو على الأقلّ، لقد ملآ كلّ البيت لهذه النفس الّتي نالت بالشركة رائحة الرّب يسوع المسيح، مقدّمةً له أوّلاً هبة إيمانها مثل الناردين الخالص، ومتلقّيةً بالمقابل نعمة الرُّوح القدس وعطر العقيدة الرُّوحيّة اللطيف... لكي تقول هي أيضًا: "إِنَّنا عِندَ اللهِ رائِحةُ المسيحِ الطَّيِّبةُ" (2كور 2: 15). ولأنّ هذا الناردين كان مليئًا بالإيمان وبحبٍّ ثمين، لهذا السبب شهد الرّب يسوع لمريم قائلاً: "قد عَمِلَت لي عملاً صالِحاً" (مر 14: 6).    


#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.