17 May
17May


إنجيل القدّيس مرقس 20-15:16

قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «إِذْهَبُوا إِلى العَالَمِ كُلِّهِ، وَٱكْرِزُوا بِٱلإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّها.

فَمَنْ آمَنَ وَٱعْتَمَدَ يَخْلُص، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ فَسَوْفَ يُدَان.

وهذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنين: بِٱسْمِي يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِين، ويَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ جَدِيدَة،

ويُمْسِكُونَ الْحَيَّات، وَإِنْ شَرِبُوا سُمًّا مُمِيتًا فَلا يُؤْذِيهِم، ويَضَعُونَ أَيْدِيَهُم عَلى المَرْضَى فَيَتَعَافَوْن».

وبَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ ٱلرَّبُّ يَسُوع، رُفِعَ إِلى السَّمَاء، وجَلَسَ عَنْ يَمِينِ ٱلله.

أَمَّا هُم فَخَرَجُوا وَكَرَزُوا في كُلِّ مَكَان، والرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُم وَيُؤَيِّدُ الكَلِمَةَ بِمَا يَصْحَبُها مِنَ الآيَات.



الطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن (1801 - 1890)، كاهن ومؤسّس جماعة دينيّة ولاهوتيّ

محاضرات عن التّبرير

«حَياتُكم مُحتَجِبةٌ معَ المسيحِ في الله» (كول 3: 3)

إنّ الرّب يسوع المسيح الذي وعد بأن يجعل كلّ تلاميذه واحدًا في الله معه، والذي وعد بأنّنا سنكون في الله والله فينا، حقّق هذا الوعد. بطريقة عجائبيّة، أنجز لنا هذا العمل العظيم، وهذا الامتياز المدهش. ويبدو أنّه بصعوده نحو الآب أراد أن يكون صعوده الجسدي هو نزوله الرُّوحي، وأن يكون صعوده بطبيعتنا البشريّة نحو الله هو في الوقت نفسه نزول الله إلينا. ويمكننا القول إنّه حملنا إلى الله حقًّا، ولو بالمعنى المحتجب، وقاد الله إلينا، وفق وجهة النظر التي نعتمدها. 


لذا، عندما قال القدّيس بولس إنّ حياتنا "مُحتَجِبةٌ معَ المسيحِ في الله" (كول 3: 3)، نفهم أنّه كان يقصد بذلك أنّ مبدأ وجودنا لم يعد مبدأ فانيًا وأرضيًّا، مثل آدم بعد سقوطه من السماء، بل إنّنا معمّدون ومحتجبون مجدّدًا في مجد الله، في هذا النور النقيّ لحضوره الذي خسرناه عند سقوط آدم. خُلقنا من جديد وتحوّلنا واكتسبنا روحانيّة وتمجّدنا في الطبيعة الإلهيّة. وفي الرّب يسوع المسيح نتلقّى، كما عبر قناة، حضور الله الحقيقي، في داخلنا وخارجنا؛ وتُطبع فينا القداسة والخلود.


وهذه هي النعمة الإلهيّة: صعودنا عبر الرّب يسوع المسيح إلى الله أو نزول الله عبر الرّب يسوع إلينا، يمكننا التعبير عن الأمر بكلا الطريقتين... نحن فيه وهو فينا؛ إنّ الرّب يسوع المسيح هو "الوسيط الواحد" (1تس 2: 5)، وهو "الطريقُ والحقُّ والحياة" (يو 14: 6)، جامعًا بين الأرض والسماء. وهنا تكمن النعمة الإلهيّة الحقيقيّة... ليس بالمغفرة أو المعروف فقط، ليس بالتقديس الداخليّ فقط... بل بأن يسكن فينا ربّنا الممجّد. هذه هي هبة الله الكبرى.


#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.