17 Jun
17Jun


إنجيل القدّيس يوحنّا 26-15:14

قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ: «إِنْ تُحِبُّونِي تَحْفَظُوا وَصَايَاي.

وأَنَا أَسْأَلُ الآبَ فَيُعْطِيكُم بَرَقلِيطًا آخَرَ مُؤَيِّدًا يَكُونُ مَعَكُم إِلى الأَبَد.

هُوَ رُوحُ ٱلحَقِّ الَّذي لا يَقْدِرُ العَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ، لأَنَّهُ لا يَرَاه، ولا يَعْرِفُهُ. أَمَّا أَنْتُم فَتَعْرِفُونَهُ، لأَنَّهُ مُقيمٌ عِنْدَكُم، وهُوَ فِيكُم.

لَنْ أَتْرُكَكُم يَتَامَى. إِنِّي آتِي إِلَيْكُم.

عَمَّا قَلِيلٍ لَنْ يَرانِيَ العَالَم، أَمَّا أَنْتُم فَتَرَونَنِي، لأَنِّي أَنَا حَيٌّ وأَنْتُم سَتَحْيَون.

في ذلِكَ اليَومِ تَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا في أَبِي، وأَنْتُم فِيَّ، وأَنَا فيكُم.

مَنْ كَانَتْ لَدَيْهِ وَصَايَاي ويَحْفَظُهَا، هُوَ الَّذي يُحِبُّنِي. ومَنْ يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي، وأَنَا أُحِبُّهُ وأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي».

قَالَ لَهُ يَهُوذَا، لا ذَاكَ الإِسْخَريُوطِيّ: «يَا رَبّ، مَاذَا جَرَى حَتَّى تُظْهِرَ ذَاتَك لَنَا، لا لِلعَالَم؟».

أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «مَنْ يُحِبُّنِي يَحْفَظُ كَلِمَتِي، وأَبِي يُحِبُّهُ وإِلَيْهِ نَأْتِي، وعِنْدَهُ نَجْعَلُ لَنَا مَنْزِلاً.

مَنْ لا يُحِبُّنِي لا يَحْفَظُ كَلِمَتِي. والكَلِمَةُ الَّتِي تَسْمَعُونَهَا لَيْسَتْ كَلِمَتِي، بَلْ كَلِمَةُ الآبِ الَّذي أَرْسَلَنِي.

كَلَّمْتُكُم بِهذَا، وأَنَا مُقِيمٌ عِنْدَكُم.

لكِنَّ البَرَقْلِيط، الرُّوحَ القُدُس، الَّذي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِٱسْمِي، هُوَ يُعَلِّمُكُم كُلَّ شَيء، ويُذَكِّرُكُم بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُم.


بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013

المقابلة العامّة بتاريخ 11/10/2006

«ولـمَّا طَلَعَ الصَّباح دعا تَلاميذَه، فاختارَ مِنهُمُ اثَنيْ عَشَرَ سَمَّاهم رُسُلاً»

نتأمّل اليوم في الرسولين سمعان القَانَوِيُّ ويهوذا (تدّاوس) الّذي يجب أن نميّزه عن يهوذا الإسخريوطي، ليس فقط كونهما يُذكران بالتتالي في لائحة الرسل الاثني عشر (راجع مت 10: 4؛ مر 3: 18؛ لو 6: 15؛ أع 1: 13)، إنّما بسبب قلّة المعلومات المتوافرة عنهما، ما عدا وجود رسالة منسوبة إلى يهوذا ضمن أسفار العهد الجديد القانونيّة.


وبالعودة إلى سمعان، فإنّ لقبه يختلف في المراجع الأربعة أعلاه: ففي الوقت الّذي يدعوه متّى ومرقس بالقَانَوِيّ، يعطيه لوقا لقب "الغيور". وفي الحقيقة، إنّ اللقبين يعودان إلى معنى واحد حيث أنّ معنى فعل "قنا" في اللغة العبريّة هو "أن يكون الإنسان غيورًا أو مليئًا بالحبّ"... وعليه، فإنّه لأمرٌ ممكن جدًّا، أن يكون سمعان هذا إمّا عضوًا في الحركة اليهوديّة القوميّة المدعوّة بحركة الـ "غيارى"، أو على الأقلّ كان مطبوعًا بغَيرةٍ مُتّقدةٍ للهويّة اليهوديّة، أي لـ لله وشعب الله وشريعته الإلهيّة. وإذا كان الأمر كذلك، يقف سمعان الغيور ومتّى على طرفيّ نقيض حيث كان هذا الأخير عشّارًا وكان يمارس مهنةً (جباية الضّرائب للروماني المحتل) يعتبرها اليهود غير نقيّة. وهذه بحدّ ذاتها علامة على أنّ الرّب يسوع قد اختار رسله ومعاونيه من بين الطبقات المجتمعيّة والدينيّة كافّة بدون أي شروط مسبقة. فإنّ همّه كان في الأشخاص أنفسهم، لا في الطبقات الاجتماعيّة أو اللياقات!


والأمر الجميل هو أنّ جميع الرسل، رغم اختلافاتهم، استطاعوا التعايش معًا كجماعة، وتخطّوا الصعوبات الجمّة التّي بإمكانكم أن تتصوّروها: إنّه الرّب يسوع! هو وحده كان سبب تلك اللُّحمة الّتي كانت تجمعهم. وهذا يشكّل درسًا واضحًا لنا بحيث تجدنا نُشدّد على الاختلافات، لا بل على التناقضات، متناسين أنّنا قد أُعطينا، بالرّب يسوع المسيح، القدرة على أن نحلّ خلافاتنا. ولنتذكّر أنّ جماعة الرّسل الاثني عشر كانت الصورة المُسبقة عن الكنيسة الّتي يجب أن يجد فيها مكانًا كلّ ذوي المواهب وجميع الشعوب والأعراق، وكلّ الصفات البشريّة، الّتي تجد تكوينها واتّحادها في الاتحاد بالرّب يسوع


#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.