10 Aug
10Aug


إنجيل القدّيس متّى 26-23:23

قالَ الرَبُّ يَسُوع: «أَلوَيلُ لَكُم، أَيُّهَا الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُرَاؤُون! لأَنَّكُم تُؤَدُّونَ عُشُورَ النَّعْنَعِ والشُّومَارِ والكَمُّون، وقَدْ أَهْمَلْتُم أَهَمَّ مَا في التَّورَاة، أَيِ العَدْلَ والرَّحْمَةَ والأَمَانَة. وكَانَ عَلَيكُم أَنْ تَعْمَلُوا بِهذِهِ ولا تُهْمِلُوا تِلْكَ.

أَيُّهَا القَادَةُ العُمْيَان! إِنَّكُم تُصَفُّونَ المَاءَ مِنَ البَعُوضَة، ولكِنَّكُم تَبْلَعُونَ الجَمَل!

أَلوَيْلُ لَكُم، أَيُّهَا الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُرَاؤُون! لأَنَّكُم تُطَهِّرُونَ خَارِجَ الكَأْسِ والإِنَاء، ودَاخِلُهُمَا مَمْلُوءٌ بِمَا كَسِبْتُم بِالنَّهْبِ والطَّمَع.

يَا فَرِّيسِيًّا أَعْمَى! طَهِّرْ دَاخِلَ الكَأْسِ أَوَّلاً، لِيَصِيْرَ خَارِجُهَا أَيْضًا طَاهِرًا.


«قَدْ أَهْمَلْتُم أَهَمَّ مَا في التَّورَاة، أَيِ العَدْلَ والرَّحْمَةَ والأَمَانَة»

إن أردت أن تسير بطريقة صحيحة، طريق الإيمان الحقّ في الخفية مع جني الثمار، عليك أن تكون متقشّفًا وقاسيًا على نفسك وأن تحرص في الوقت عينه على أن تبقى علامات الفرح على وجهك وأن تكون منفتحًا على الآخرين. وعليك أن تجاهد في قلبك على تسلّق قمم الاستقامة وأن تعرف كيف تنحني بطيبة على الضعفاء. باختصار، عليك أيضًا أن تخفّف، أمام حكم الضمير، من قسوة العدل أي ألاّ تكون قاسيًا على الخطأة، بل منفتحًا على الغفران والتسامح.


اعتبر أنّ خطيئتك خطيرة ومميتة. أمّا خطيئة الآخرين، فاعتبرها نتيجة لضعف الطبيعة البشريّة. وإن اعتقدت أنّ خطيئتك تستحقّ عقابًا قاسيًا، فكّر في أنّ الآخرين لا يستحقّون إلاّ عقابًا صغيرًا على خطاياهم. لا تكن أكثر عدلاً من العادل، اخشَ أن ترتكب الخطيئة، ولكن لا تتردّد في أن تغفر للخاطئ لأنّ العدل الحقيقي ليس ما يوقع الآخرين في فخّ اليأس... فالنار الخطيرة حقًّا هي التي، عندما تحرق العشب، تهدّد بالتهام المنزل بسحب لهيبها. كلاّ، إنّ مَن يتمعّن عمدًا في أخطاء الآخرين لا يتفادى الخطيئة لأنّه سيقع في الفخ عاجلاً أم آجلاً مهما كان متحمّسًا لإحقاق العدل.


بالتأكيد، لو لم تبدُ حياتنا لامعة لمعانًا شديدًا في نظرنا، فإنّ حياة الآخرين ما كانت لتبدو بنظرنا قبيحة جدًّا. وإذا كنّا لأنفسنا حكّامًا قاسين كما يجب، فذلك يعني أنّ أخطاء الآخرين لن تصطدم بأحكام صارمة من قبلنا.


#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.