15 Aug
15Aug


إنجيل القدّيس لوقا 55-46:1

قالَتْ مَرْيَم: «تُعَظِّمُ نَفسِيَ الرَّبّ،

وتَبْتَهِجُ رُوحِي بِٱللهِ مُخَلِّصِي،

لأَنَّهُ نَظرَ إِلى تَواضُعِ أَمَتِهِ. فَهَا مُنْذُ الآنَ تُطَوِّبُنِي جَمِيعُ الأَجْيَال،

لأَنَّ القَدِيرَ صَنَعَ بي عَظَائِم، وٱسْمُهُ قُدُّوس،

ورَحْمَتُهُ إِلى أَجْيَالٍ وأَجْيَالٍ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ.

صَنَعَ عِزًّا بِسَاعِدِهِ، وشَتَّتَ المُتَكبِّرينَ بأَفْكَارِ قُلُوبِهِم.

أَنْزَلَ المُقْتَدِرينَ عنِ العُرُوش، ورَفَعَ المُتَواضِعِين.

أَشْبَعَ الجِيَاعَ خَيْرَاتٍ، وصَرَفَ الأَغْنِياءَ فَارِغِين.

عَضَدَ إِسْرائِيلَ فَتَاهُ ذَاكِرًا رَحْمَتَهُ،

لإِبْراهِيمَ ونَسْلِهِ إِلى الأَبَد،كمَا كلَّمَ آبَاءَنا».


«فقالَتْ مريم: تُعَظِّمُ ٱلرَّبَّ نَفسي، وَتَبتَهِجُ روحي بِٱللهِ مُخَلِّصي»


أيتها العذراء، يا هيكل الثالوث الأقدس، لقد شهد إله الخير على تواضعك؛ فأرسل لك رسولًا ليُعلمك أنّه اختارك ليُولد من لَدنك. وجلب لك الملاك سلام النعمة... وشرح لك وقبلتِ وسرعان ما تجسّد ملك المجد منك. وإننا نرجو منك من خلال سرّ الفرح هذا، أن تميلي إلينا هذا الملك المهيب... 


سرّ فرحك الثاني: عندما وَلَدتِ الشمس وأنتِ النجمة... ولم تنتج هذه الولادة فيك أي تغيير أو عناء. فكما لا تفقد الزهرة بريقها عندما يفوح أريجها، كذلك لا تفقد عذريتك شيئًا عندما يتكرّم الخالِق ويولد من رحمك. يا مريم، يا أمّ الخير، كوني لنا الطريق المستقيم الذي يقودنا إلى ابنك... 


وهي نجمةٌ قد أعلنت لكِ سرّ الفرح الثالث: وهي النجمة التي رأيتها تقف فوق ابنكِ، حتى سجد له المجوس وقدّموا له ثروات الأرض المختلفة... فيا مريم، يا نجمة العالم، طهرّينا من الخطيئة! 

سرّ الفرح الرابع أُعطي لكِ عندما قام الرّب يسوع المسيح من بين الأموات...: لقد ولِد الرجاء من جديد، وطُرد الموت. وما كانت مشاركتكِ في هذه العجائب أيتها الممتلئة نعمة! (لو 1: 28) فقد هُزِم العدّو ... وتحرر الإنسان وارتفع حتى السماوات. يا والدة الخالق، تفضلّي بالصلاة باجتهاد: حتى يتم استقبالنا بعد مشقات الحياة في أجواق السماوات من خلال هذا الفرح الفُصحي! 


أما سرّ الفرح الخامس: عندما رأيتِ ابنك يرتفع إلى السماء، والمجد الذي تَلحفَّه أظهر لك أكثر من أيّ وقتٍ مضى ذلك الذي أنتِ أمّه، من خَلقَكِ. وفي صعوده إلى السماء أظهر الطريق التي منها يرتفع الإنسان إلى الهياكل السماوية... من خلال هذا الفرح الجديد، نطلب منكِ يا مريم أن تصلّي من أجلنا لكي نُرفَعَ إلى السماء حتى نتمتّع معك ومع ابنك بالسعادة الأبدية!... 


هذا هو البارقليط الذي على صورة ألسنة من نار يقوّي... ويُلهِب الرسل ويقدّم لك سرّ الفرح السادس: حتى يُشفي الإنسان الذي خسر ذاته بسبب لسانه ويطهّر روحه من الخطيئة. من خلال فرح هذه الزيارة، أطلبي أيتها العذراء من ابنك أن يمحي كلّ دنس حتى يوم الدينونة. 


لقد دعاك الرّب يسوع المسيح، ابنك، إلى سرّ الفرح السابع عندما طلبكِ من هذا العالم إلى مسكنه السماوي، عندما رفعكِ إلى العرش حيث تُكرّمين تكريمًا لا يُضاهى. والمجد يحيط بكِ أكثر من أيّ مقيمٍ آخر في السماء. أيتها العذراء، يا والدة الخير، دعينا نشعر آثار حنانك... وبفرحِك نقّينا وادفعينا إلى الفرح الأزلية! حملينا معكِ في فرح الفردوس. آمين.



#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.