19 Aug
19Aug


إنجيل القدّيس لوقا 48-42:12

قَالَ الرَّبُّ يِسُوع: «مَنْ تُرَاهُ ٱلوَكِيلُ ٱلأَمِينُ ٱلحَكِيمُ الَّذي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُم حِصَّتَهُم مِنَ الطَّعَامِ في حِينِهَا؟

طُوبَى لِذلِكَ العَبْدِ الَّذي، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُ، يَجِدُهُ فَاعِلاً هكذَا!

حَقًّا أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ مُقْتَنَياتِهِ.

أَمَّا إِذَا قَالَ ذلِكَ العَبْدُ في قَلْبِهِ: سَيَتَأَخَّرُ سَيِّدِي في مَجِيئِهِ، وَبَدأَ يَضْرِبُ الغِلْمَانَ وَالجَوَارِي، يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ وَيَسْكَر،

يَجِيءُ سَيِّدُ ذلِكَ العَبْدِ في يَوْمٍ لا يَنْتَظِرُهُ، وَفي سَاعَةٍ لا يَعْرِفُها، فَيَفْصِلُهُ، وَيَجْعلُ نَصِيبَهُ مَعَ الكَافِرين.

فَذلِكَ العَبْدُ الَّذي عَرَفَ مَشِيئَةَ سَيِّدِهِ، وَمَا أَعَدَّ شَيْئًا، وَلا عَمِلَ بِمَشيئَةِ سَيِّدِهِ، يُضْرَبُ ضَرْبًا كَثِيرًا.

أَمَّا العَبْدُ الَّذي مَا عَرَفَ مَشِيئَةَ سَيِّدِهِ، وَعَمِلَ مَا يَسْتَوجِبُ الضَّرْب، فَيُضْرَبُ ضَرْبًا قَلِيلاً. وَمَنْ أُعْطِيَ كَثيرًا يُطْلَبُ مِنْهُ الكَثِير، وَمَنِ ٱئْتُمِنَ عَلَى الكَثِيرِ يُطالَبُ بِأَكْثَر.



«طوبى لِذلِكَ الخادِمِ الَّذي إِذا جاءَ سَيِّدُه وَجَدَه مُنصَرِفاً إِلى عَمَلِه هذا»

لكي نصلي لسنا بحاجة لا إلى حركات، ولا إلى صراخ، ولا إلى صمت ولا إلى ركوع. إنّ صلاتنا الحكيمة والحارّة في الوقت نفسه، ينبغي أن تكون انتظارًا للربّ، إلى أن يأتي الربّ ويزور نفوسنا ويدخلها من كافّة سُبُل الدخول، وكلّ الدروب، وجميع الاتّجاهات. فلنأخذ هدنة من صمتنا، ونواحنا ونحيبنا: فلا نُنشدنّ في الصلاة سوى الاتحاد بالله.


ألا نستثمر في العمل قوانا الجسديّة كلّها؟ ألا تتضافر أعضاؤنا كلها مع بعضها؟ فلتتكرّسنّ كذلك نفسُنا بكليّتها للصلة ولحبّ الربّ؛ ولا تدَعَنّ ذاتها تتلهّى وتنجرّ بأفكارها؛ ولتجعلن ذاتها في حالة ملء انتظار الرّب يسوع المسيح. حينذاك ينيرُها هو، وسيلقّنها الصلاة الحقيقيّة، وسيمنحها الانخطاف النقي والرُّوحي الذي هو بحسب الله، العبادة "بالرّوح والحق" (يو 4: 24)


من يُمارس تجارةً لا يبحث ببساطة أن يحقّق ربحًا فقط. بل يجهد بالوسائل كلّها ليكبّر تجارته وينمّيها. فيُقدِمُ على أسفار جديدةٍ ويَعدُلُ عن تلك التي تبدو له دون فائدة؛ لا يذهب إلاّ على أمل أن يحظى بالعمليّة التجاريّة. على مثاله، فلنُتقن قيادة أنفسنا نحو الطُرق الكثيرة الاختلاف والكثيرة الآفاق، وسنكسب، يا للربح السامي والحقيقي، هذا الإله الذي يُلقّننا أن نصلّي في الحقّ.


الربّ يدخل بذاته في نفسٍ حارّة، وفيها يصنع عرش مجده، حيث يجلس ويقيم فيها سكناه.


#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.