01 Sep
01Sep


إنجيل القدّيس لوقا 24-16:14

قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ: «رَجُلٌ صَنَعَ عَشَاءً عَظِيمًا، وَدَعَا كَثِيرين.

وسَاعَةَ العَشَاء، أَرْسَلَ عَبْدَهُ يَقُولُ لِلْمَدعُوِّين: تَعَالَوا، فَكُلُّ شَيءٍ مُهيَّأ!

فَبَدَأَ الجَمِيعُ يَعْتَذِرُونَ عَلَى طَرِيقَةٍ وَاحِدَة. قَالَ لَهُ الأَوَّل: إِشْتَرَيْتُ حَقْلاً، وَأَنَا مُضْطَرٌّ أَنْ أَذْهَبَ لأَرَاه. أَسْأَلُكَ أَنْ تَعْذِرَنِي!

وقَالَ آخَر: إِشْتَرَيْتُ خَمْسَةَ فَدَادِين، وَأَنَا ذَاهِبٌ لأُجَرِّبَها. أَسْأَلُكَ أَنْ تَعْذِرَني!

وَقالَ آخَر: تَزَوَّجْتُ ٱمْرَأَةً، وَلِذلِكَ لا أَقْدِرُ أَنْ أَجِيء.

وَعادَ العَبْدُ وَأَخْبَرَ سَيِّدَهُ بِذلِكَ. فَغَضِبَ رَبُّ البَيْتِ وقَالَ لِعَبْدِهِ: أُخْرُجْ سَرِيعًا إِلى سَاحَاتِ المَدِينَةِ وَشَوارِعِها، وَأْتِ إِلى هُنَا بِالمَسَاكِينِ وَالمُقْعَدِينَ وَالعُرْجِ وَالعُمْيَان.

فَقالَ العَبْد: يَا سَيِّد، لَقَدْ نُفِّذَ مَا أَمَرْتَ بِه، وَبَقِي أَيْضًا مَكَان.

فَقَالَ السَيِّدُ لِلعَبْد: أُخْرُجْ إِلى الطُّرُقِ والسِّيَاجَات، وَأَجْبِرِ النَّاسَ عَلَى الدُّخُول، حَتَّى يَمْتَلِئَ بَيْتِي.

فإِنِّي أَقُولُ لَكُم: لَنْ يَذُوقَ عَشَائِي أَحَدٌ مِنْ أُولئِكَ المَدْعُوِّين!».



«طوبى لِمَن يَتَناوَلُ الطَّعامَ في مَلَكوتِ الله»

قال صاحب المزمور: "خَمرٍ تُفَرِّحُ قَلبَ الإِنْسان لِكَي يُنَضِّرَ الزَّيتُ الوُجوه ويُسنِدَ الخُبزُ قَلبَ الإِنْسان" (مز105[104]: 15). بالنّسبة للمؤمنين بالرّب يسوع المسيح، فإنّه هو المأكل والمشرب والخبز والخمر. إنّه الخبز، عندما يعطينا القوّة والثبات، وفق كلام بطرس: "وإِذا تَأَلَّمتُم قَليلاً، فإِن إِلهَ كُلِّ نِعمَة، الإِلهَ الَّذي دَعاكم إِلى مَجْدِه الأَبَدِيِّ في المسيح، هو الَّذي يُعافيكمَ ويُثَبِّتُكم ويُقَوِّيكم ويَجعَلُكم راسِخين" (1بط5: 10). وهو الشراب والخمر عندما يُفرحنا، وفق ما ذكر صاحب المزمور: "فَرِّحْ نَفْسَ عَبدِكَ فإلَيكَ أيّها السَّيِّدُ رَفَعتُ نفْسي" (مز87[86]: 4).


نستمدّ كلّ قوّة وصلابة وثبات وسرور وفرح فينا، لتحقيق وصايا الله واحتمال المشقّات والعمل في الطاعة والدفاع عن البرّ، نستمدّ هذا كلّه من قوّة هذا الخبز أو فرح هذا الخمر. طوبى لمَن كان عمله قويًّا وفرحًا! وبما أنّ أحدًا لا يستطيع ذلك من تلقاء نفسه، طوبى لمَن يرغب بلهفة في التمسّك بما هو بارّ وصادق، ويرغب في التقوّي والفرح في كلّ الأشياء بمَن قال: "طوبى لِلْجياعِ والعِطاشِ إِلى البِرّ فإِنَّهم يُشبَعون" (مت 5: 6). فإن كان الرّب يسوع المسيح منذ الآن الخبز والشراب لقوّة الأبرار وفرحهم، فكم بالحريّ سيكون كذلك في الحياة المستقبليّة، عندما سيعطي نفسه للأبرار بلا قيد أو شرط؟


#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.