02 Sep
02Sep


إنجيل القدّيس لوقا 35-25:14

كانَ جُمُوعٌ كَثِيرُونَ سَائِرِينَ مَعَ يَسُوع، فٱلْتَفَتَ وَقالَ لَهُم:

«إِنْ يَأْتِ أَحَدٌ إِليَّ وَلا يُبْغِضْ أَبَاهُ، وَأُمَّهُ، وٱمْرَأَتَهُ، وَأَوْلادَهُ، وَإِخْوَتَهُ، وَأَخَوَاتِهِ، حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضًا، لا يَقْدِرْ أَنْ يَكُونَ لي تِلْمِيذًا.

وَمَنْ لا يَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتَبعْنِي، لا يَقْدِرْ أَنْ يَكُونَ لي تِلْمِيذًا.

فَمَنْ مِنْكُم يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بُرْجًا، وَلا يَجْلِسُ أَوَّلاً فَيَحْسُبُ نَفَقَتَهُ، إِنْ كَانَ عِنْدَهُ مَا يَكْفِي لإِكْمَالِهِ؟

لِئَلاَّ يَضَعَ الأَسَاسَ وَيَعْجَزَ عَنْ إِتْمَامِهِ، فَيَبْدَأَ جَمِيعُ النَّاظِرينَ يَسْخَرُونَ مِنْهُ

وَيَقُولُون: هذَا الرَّجُلُ بَدَأَ بِبِنَاءٍ وَعَجِزَ عَنْ إِتْمَامِهِ.

أَوْ أَيُّ مَلِكٍ يَنْطَلِقُ إِلى مُحَارَبَةِ مَلِكٍ آخَرَ مِثْلِهِ، وَلا يَجْلِسُ أَوَّلاً وَيُفَكِّرُ هَلْ يَقْدِرُ أَنْ يُقَاوِمَ بِعَشَرَةِ آلافٍ ذَاكَ الآتِيَ إِلَيْهِ بِعِشْرِينَ أَلْفًا؟

وَإِلاَّ فَمَا دَامَ ذَاكَ بَعِيدًا عَنْهُ، يُرْسِلُ إِلَيْهِ وَفْدًا يَلْتَمِسُ مَا يَؤُولُ إِلى السَّلام.

هكذَا إِذًا، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُم لا يَتَخَلَّى عَنْ كُلِّ مُقْتَنَيَاتِهِ، لا يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا.

جَيِّدٌ هُوَ المِلْح، وَلكِنْ إِذَا فَسُدَ المِلْح، فَبِمَاذَا يُعَادُ إِلَيْهِ طَعْمُهُ؟

فَلا يَصْلُحُ لِلأَرْضِ وَلا لِلْمِزْبَلة، فَيُطْرَحُ خَارِجًا. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ سَامِعَتَانِ فَلْيَسْمَعْ!.»


بناء برج

كنت أحبّ الصعود إلى أحد أبراج كاتدرائية بورغوس مع الشبيبة وأجعلهم يتأمّلون عن قرب في دوائر السقف، والّتي تحوي أحجارًا منحوتة كقطع من الدّانتيل الحقيقيّ، وهي ثمرة عمل صبور ومُكلِف. أثناء هذه الأحاديث، كنت أجعلهم يلاحظون أنه من تحت لم نكن لنلاحظ هذه الروعة؛ وكنت...أقوم بهذا التعليق: هذا هو فعل الله، هذا هو عمل الله! إتمام العمل الشخصي بمنتهى الإتقان، بجمال وروعة هذه التخاريم للحجارة الهشّة. كانوا يفهمون حينها، أمام هذا الواقع الذي يقول الكثير، أن كلّ ذلك هو صلاة، وحوار رائعٌ مع الرب. إن اللذين استثمروا قواهم في هذه المهمّة، كانوا يعرفون تماماً أن جهدهم لن يُقَدَّر من طرقات المدينة: لقد كان فقط من أجل الله...


نحن مقتنعون أن الله موجود في كلّ مكان. فنزرع الحقول إذًا ونحن نمجّد الرب، نشقّ البحار ونزاول كل المهن الأخرى مبتهجين بمراحمه. نبقى بذلك متحدّين في الله في كلّ حين...لكن لا تنسوا أنكم تعيشون كذلك في حضور الناس، وينتظرون منكم – منك! – شهادة مسيحيّة.


لذلك علينا أن نتصرف -في عملنا المهنيّ، أو في كل ما هو إنسانيّ- بطريقةٍ أو بأخرى، بحيث إن كان هناك شخص يعرفنا ويحبّنا ويرانا نعمل، لا نحمرّ خجلاً من نتيجة عملنا، وبحيث لا نعطيه سببًا للخجل بما نقوم به... لن يصيبكم ما أصاب ذلك الرّجل المذكور في المثل الإنجيلي والذي قرّر بناء برج: وبعد "أَن وضَعَ الأَساسَ ولم يَقدِرَ على الإتمام، أخذ جَميعُ النَّاظِرينَ إِلَيه يَسخَرونَ مِنه ويقولون: هذا الرَّجُلُ شَرَعَ في بِناءٍ ولَم يَقْدِرْ على إِتْمامِه". أؤكّد لكم إنكم إن لم تفقدوا الرؤية التي تفوق الطبيعة، ستتوّجون عملكم، ستنهون كاتدرائيّتكم.


#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.