01 Jul
01Jul


"ما بالُ هذا الجيلِ يَطلُبُ آية؟ الحَقَّ أَقولُ لَكم: لَن يُعْطى هذا الجيلُ آية".



إنّ أجمل فعلٍ إيمان هو ذلك الذي تلفظه على شفتيك في الظلام الدامس، وسط التضحيات والآلام والمعاناة والجهد الجبّار الذي يعبّر عن إرادة ثابتة لعمل الخير. إنّ فعل الإيمان هذا يشقّ ظلام نفسك كالبرق، فيرفعك ويحملك في وسط برق العاصفة ويقودك نحو الله. إنّ الإيمان الحيّ واليقين الذي لا يتزحزح والالتزام غير المشروط بإرادة الرّب يشكّلون الضّوء الذي ينير خطى شعب الله في الصحراء. إنّه النور نفسه الذي يتألق في كلّ حين في كلّ نفسٍ مقبولة لدى الآب. إنه النّور نفسه أيضاً الذي أنار طريق المجوس وقادهم إلى الرّب يسوع المسيح المولود وجعلهم يعبدونه. انه الكوكب التي تنبّأ به بَلعام (راجع عد 24: 17) والشّعلة التي تقود خطى كلّ إنسانٍ يبحث عن الله. والحال هذه، فإن هذا النّور وهذا النّجم وهذه الشّعلة هي أيضًا ما ينير نفسك وما يوجه خطواتك لتمنعك من التزعزع، وهي التي تقوّي روحك في حبّ الله. أنت لا تراه ولا تفهمه، لكنّ ذلك ليس بضروريّ. أنت لن ترى سوى الظّلام، طبعًا ليس ذلك الذي يأتي من ابن الهلاك، إنّما ذلك الذي يحيط بالشمس الأزليّة. فكن على يقين أنّ الشمس تشرق في نفسك، كما في النشيد الذي غنّاه النبي: "لأنَّ يَنْبوعَ الحَياةِ عِندَكَ ونُعايِنُ النُورَ بِنورِكَ" (مز 36[35]: 10).

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.