05 Jul
05Jul


ولد هذا البار في مصر نحو سنة 339. ترك العالم وتبع المسيح متخذاً السيرة النسكية في برية الاسقيط. ثم هرب من الناس الوافدين عليه وذهب الى جبل القديس انطونيوس حيث اتبع سيرته بكل دقة، حتى كان له صورة حية. فانعكف على الصمت والصلاة والتقشف وعمل اليد، لا يأكل الا مرة كل يومين، يتناول قليلاً من الحشائش والبقول ولا يشذ عن خطته هذه، الا لضرورة ماسة.

اتاه رجل بابنه، طالباً بركته وكان الولد قد مات في الطريق. فطرحه ابوه امام القديس وهَمَّ بالرجوع. فناداه القديس: تعال خذ ابنك، وقال للولد: قم اتبع أباك، فنهض للحال ولحق بأبيه، فجاء هذا يشكر للقديس جميله، معجباً بما صنعه الله على يده. فقال له القديس، مقتدياً بالسيد المسيح: لا تخبر احداً بذلك. وما أتاه احد طالباً صلاته الا نال شفاء النفس والجسد.

وحدث ان احد الرهبان تَخاصمَ مع رفيقه، فعزم على الاخذ بالثأر. فنصح له القديس فلم يسمع لنصحه، عندئذ اخذ القديس يتلو الصلاة الربية على رأسه قائلاً:" لا تغفر لنا ذنوبنا، كما نحن لا نغفر لمن اخطأ الينا" فلما سمع الراهب ذلك خجل وقام الى القديس يقبل يديه ويستغفره، صافحاً لاخيه.

وقد استشاره احد السياح في شأن إرثٍ له. فأجابه: اعطه ليسوع المسيح نفسه في شخص الفقراء والمساكين إراحةً لضميرك.

وعند دنو اجله، جاء النساك يحيطون به ليغنموا بركته، فشاهدوا وجهه يسطع بنور سماوي وسمعوه يقول: هوذا الانبا انطونيوس، هوذا لفيف الرسل والقديسين آتون الينا. وسمعه الحاضرون يتكلم همساً مع اشخاص امامه دون ان يروا احداً. فاندهشوا وسألوه: مَن تُخاطب يا أبانا؟ فأجابهم: الملائكة الذين جاؤوا ليأخذوا نفسي، فأسألهم ان يتركوني زمناً بعد لاصنع توبة مقبولة.

فأكبر الرهبان تواضعه، وكان كلامه لهم خير عبرة وموعظة. ثم تلألأ وجهه بهالة من النور وهتف قائلاً: انظروا هوذا الرب آتٍ يقول: اعطني هذا الاناء المختار. قال هذا واسلم الروح. وما زال وجهه متلألئاً كالشمس وفاحت الروائح الزكية من جثمانه الطاهر وكان ذلك سنة 429. صلاته معنا. آمين.



#شربل سكران بألله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.