10 Sep
10Sep


ولدت تاودورا، في الاسكندرية في اوائل القرن الخامس، من ابوين مسيحيين غنيين، وكانت تقية، بديعة الجمال. فاقترنت بشاب شريف، تقي مثلها. وعاشت معه بالقداسة والمحبة المسيحية الصادقة، غير ان عدو الخير قاد احد الشبان الى الهيام بحبها. فأخذ يراسلها ويراودها عن نفسها، فرفضت اولاً وأبت مطاوعته، لكنها انخدعت اخيراً وسقطت معه بالخطيئة. وما لبثت ان فاقت من غفلتها وظهرت لها فظاعة خيانتها الزوجية ومخالفتها شريعة الله، فندمت ندامة صارمة كادت تودي بها الى قطع الرجاء لولا ايمانها الراسخ، ويروى ان رغبتها في التكفير عن خطيئتها دفعتها الى اقصى مدى حتى تركت بيتها، خفية عن زوجها، وهجرت العالم. وارتدت ملابس الرجال، وانتحلت اسم تاودوروس ودخلت احد الاديار هناك. وعكفت على التأمل والصلاة وممارسة اقسى التقشفات حتى امتازت بفضائلها ومنحها الله صنع المعجزات.

فأرسلها الرئيس، مرة بمهمة خارج الدير، فالتقت بها احدى البنات الشاردات، فراودتها عن نفسها، فنفرت تاودورا منها ووبختها على عملها. فما كان من هذه الابنة الاثيمة الا ان ألصقت بها التهمة الشنعاء وشكتها للرئيس، فاضطر ان يخرجها من الدير فلم تبرّئ نفسها، بل استسلمت لارادة الله وحملت عار التهمة وسكنت كوخاً قريباً من الدير واعتصمت بالصبر، مثابرةً على الصوم والصلاة.

ولما اتوها بالولد المظنون به ابنها قبلته واخذت تغذيه بما كان يجود عليها رعاة المواشي هناك، من حليب، وتربيه على خوف الله وحب الفضيلة. واستمرت على هذه الحال سبع سنوات، الى ان رأف الرئيس بها، وادخلها الدير مع الغلام. فأقامت في قلية منفردة، تواصل جهادها بممارسة الصلوات والتقشفات مدة سنتين، الى ان شعرت بدنو اجلها، فأخذت توصي ذلك الغلام بحفظ وصايا الله وبالسلوك الحسن بين الرهبان وبالطاعة للرئيس والبُعد عن اية خطيّة. ثم استودعته الله ورقدت بسلام سنة 480.

فجاء الرئيس والرهبان يصلون عليها، وما هموا بتجهيزها ودفنها حتى دهشوا إذ رأوها امرأة. فجثوا امام جثمانها يستغفرونها عما اساءوا اليها. وعلم زوجها فجاء يتفجع عليها بعد دفنها وطلب ان يتنسك في قليتها حيث عاش ومات بالقداسة. صلاتها معنا. آمين.



#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.