21 Jan
21Jan


وُلد تيموتاوس في لوسترا من آسيا الصغرى. ابوه وثني وأمُّه يهودية متنصِّرة. رسخ في الايمان منذ حداثته، كما يقول مار بولس:" واتذكر ايمانك الذي رسخ اولاً في جَدتك لويد وفي امك أونكَة. واعتقد انه راسخ فيك ايضاً وانك منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة" ( 2تيمو 1: 5).

وكان تيموتاوس قد آمن بالانجيل عن يد بولس الرسول يوم مرَّ بلوسترة. ولما رآه مجمَّلاً بالفضائل اختاره وسارا الى غلاطية وتراوس وطافا بلاد اليونان وبشَّرا في مدن فيليبي وتسالونيكي وبيريه وآثينا وكورنتس. ثم ارسله الى مكدونيه، كما جاء في اعمال الرسل ( 19: 22) ورسمه كاهناً ثم اسقفاً على مدينة افسس.

ونرى القديس بولس يُكثر في مديحه، فيسميه الابن الصادق والابن الحبيب والامين ( 1تيمو 1: 2 و18؛ 2تيمو 1: 2؛ 1 كور 4: 17). وكثيراً ما افتتح رسائله بالسلام منه ومن تلميذه تيموتاوس ابنه الامين. وكان يثق به ثقته بنفسه ويعهد اليه بالامور الهامَّة.

لقد جاهد تيموتاوس مع معلمه القديس بولس في التبشير وتحمَّل مثله المشاق والاتعاب والاضطهادات حتى الحبس.

وكتب اليه القديس بولس من روما وهو سجين في السلاسل، رسالته الثانية. وقد ملأها بعواطف محبته وشوقه الى ان يراه قبل مغادرته هذه الحياة.

ولما رقَّاه اسقفاً على افسس، قام يسوس كنيسته بغيرة لا تعرف الملل، ويرعى جميع كنائس آسيا الصغرى. وكان الوثنيون في افسس يعبدون الالهة ديانا ويرتكبون الفواحش والمنكرات، فهرع الرسول لمقاومتهم وتقبيح اعمالهم، فحنقوا عليه واخذوا يرجمونه بالحجارة ويضربونه بالعصي حتى اسلم الروح ولحِق بابيه ومعلمه الى السماء سنة 97 للميلاد.

فجاء تلاميذه وحملوا جثمانه الطاهر ودفنوه باكرام في محل بُنيت فوقه كنيسة على اسمه في افسس. صلاته معنا. آمين.

وفي هذا اليوم ايضاً

تذكار الشهيد انسطاسيوس

كان انسطاسيوس من بلاد فارس جندياً في جيش الملك كسرى، آمن بالمسيح بقوة عود الصليب الذي اخذه كسرى من اورشليم. فترك انسطاسيوس الجندية وهجر وطنه الى سوريا، حيث تعرَّف بالكاهن ايليا الذي شرح له اسرار الديانة المسيحية ومنحه سرّ العماد المقدس.

دخل احد اديار اورشليم، حيث اقام سبع سنين، منكبّاً على اتقان اللغة اليونانية، سائراً في طريق الكمال. ومن قراءته سَير القديسين والشهداء، رغب في التشبّه بهم. فمضى الى قيصرية فلسطين. وكان هناك سَحَرَة، فأخذ يبيِّن لهم فساد مهنتهم الشيطانية لكي يتركوها، كما تركها هو عند ارتداده.

فوشوا به الى والي المدينة. ولما رآه راسخاً في ايمانه امر به فضُرب وعُذِّب كثيراً، وهو صابر يقول:" انا مسيحي". عندئذ اوثقه الوالي وارسله الى الملك مخفوراً.

امر الملك احد القضاة بان يُحقق معه ويردَّه الى الوثنية. اما هو فاستمر ثابتاً في ايمانه لا يعبأ بوعد او وعيد. فامر الملك بقتله. فاقتادوه مع اثنين وسبعين مسيحياً الى ضفة نهرٍ حيث شنقوهم الواحد تلو الآخر. فتمت شهادة انسطاسيوس وهو يترنم باسم الرب يسوع سنة 628.

وجاء في السنكسار الروماني ان هامته نُقلت الى روما مع صورته وكانت تُكرَّم وتصنع العجائب كطرد الشياطين وشفاء المرضى. فاتخذ المجمع النيقاوي المسكوني المنعقد سنة 787 ضد محاربي الايقونات دليلاً ساطعاً على وجوب تكريم الايقونات وذخائر القديسين. صلاته معنا. آمين.



#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.