18 Jul
18Jul


ولد هذان القديسان في اوائل القرن السادس من اسرة شريفة ويُرجَّح ان موطنهما حمص. تثقفا ثقافة عالية، لكنهما كانا يزهدان في الدنيا واباطيلها ويرغبان في الاتحاد بالله والسيرة في طريق الكمال المسيحي. فمضيا الى زيارة الاماكن المقدسة. وزارا الاديرة وشغفا بحياة سكانها فاعتنقاها وبلغا شوطاً بعيداً في طريق الكمال الرهباني. ثم استأذنا الرئيس وانفردا يعيشان، بجوار البحر الميت، عيشة الرهبان المتوحدين، تسعا وعشرين سنة. وشاء الله ان يفترقا، فيبقى يوحنا في خلوته، وينهي حياته فيها بالبر والقداسة، ويعود سمعان بالهام الهي الى ضوضاء العالم، متخذاً طريقة غريبة تحار فيها العقول وتكاد لا تصدقها لولا المستندات التاريخية. وهي انه رجع الى اورشليم وتظاهر امام الناس بالبله والجنون، فاحتقروه واهانوه، كما فعل اليهود بالمسيح. ولهذا لقب بسمعان سالوس اي الابله او المجنون.

ثم عاد الى وطنه حمص واخذ يتجول في الازقة والشوارع ويعرّض نفسه للاهانة والسخرية. وكان الناس يظنونه فاقد العقل، فيشفقون عليه حيناً ويهزأون به أحياناً. وكلما ازدادوا في اهانته واحتقاره ازداد هو سروراً وضحكاً. يقابل الشتم واللطم بدعة ولطف وتواضع. وكان في حالته هذه عجيباً مهاباً معاً، حتى رد كثيرين من الخطأة الى التوبة من رجال ونساء. وكان لاحاديثه الهزلية ما يلذ السامع ويلج طيات القلوب ويحبب الفضيلة ويردع عن الرذيلة. وكانت الشياطين تخرج من المعترين بمجرد حضوره ومشاهدته. تلك كانت حياته الظاهرة المدهشة.

اما حياته الخاصة فلم تكن اقل عجباً. فلم يكن لصلواته وتقشفاته انقطاع. وقد شرفه الله بصنع المعجزات وروح النبوءة.

وما ان طارت نفسه الى السماء، حتى قام الشماس يوحنا يعلن امام الجميع تلك القداسة المستترة تحت برقع البله والجنون، فهرع الشعب الى ذلك الكوخ الحقير للتبرك من ذلك الجثمان الطاهر الذي فاض بالمعجزات والبركات.

وكانت وفاته نحو سنة 580. صلاته معنا. آمين!



#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.