10 Dec
10Dec


ولد دانيال في ميتارا قرب مدينة سميساط. دخل الدير في الثانية عشرة وسار سيرة النسك، عاكفاً على التقشف والصلاة. وكان يتوق الى رؤية القديس سمعان العمودي الذي طبَّقت شهرته الافاق فرآه ونال بركته. واخذ يواصل جهاده الى ان توفي رئيس الدير، فأجمع الرهبان على انتخابه رئيساً. اما هو فاعتذر وفرّ الى مرشده سمعان العمودي، وبحسب مشورته سار الى القسطنطينية متزوداً ببركته.

هناك انعكف على الصلاة والتأمل وتلاوة المزامير حتى بلغ اسمى درجات القداسة، فمنحه الله صنع المعجزات فذاع صيته وتوافدت اليه الناس.

وفي السنة 461 مات القديس سمعان العمودي، وكان قد بعث بردائه الى تلميذه دانيال، فقبله أثمن هدية. وبالهام الله اتخذ طريقة استاذه القديس سمعان، فبن له عموداً بالقرب من القسطنطينية، وصعد عليه معرَّضاً لحرِّ الصيف وبرد الشتاء، فايَّده الله بنعمته، وبقي مثابراً على تلك الحياة الشاقة مدة ثلاثين سنة. فكان يرشد الجماهير ويشفيهم من امراض النفس والجسد. وطلب الكثيرون ان يتتلمذوا له، فبنى لهم الملك لاون قرب العمود ديراً يقيمون فيه جميع فروضهم الدينية. رسمه البطريرك اجناديوس كاهناً وفوَّض اليه اقامة الذبيحة الالهية على ذلك العمود.

وفي سنة 476 الحَّ عليه البطريرك والاساقفة ان ينزل عن عموده ويأتي القسطنطينية ليدافع عن الايمان الكاثوليكي فاطاع اشارة البطريرك وجاء الى القسطنطينية حيث هرعت المدينة تطلب بركته وتصغي اليه بكل خشوع.

وكانت له المنزلة الكبرىوالمحبة في قلوب الجميع. وكلما ازداد كرامة بين الناس، ازداد تواضعاً امام الله. وعاد الى عموده يتابع تقشفاته ويعنى بارشاد تلاميذه الى ان صار ابن ثمانين.

وقبل وفاته احتفل بالذبيحة الالهية ووزَّع القربان الاقدس على جميع الحاضرين ورقد بالرب نحو سنة 489. صلاته معنا. آمين.



#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.