09 Jan
09Jan


وُلد هذا القديس العظيم في مدينة نيصص في الكبادوك من اسرة دُعيت بحق اسرة القديسين. فابوه باسيليوس وامه اميليا وشقيقته ماكرينا واخوه باسيليوس الكبير اسقف قيصرية، امتازوا بالقداسة. فنشأ هو ايضاً على روح التقوى. ولكنه مال الى حب الدنيا فتزوَّج واخذ يسعى وراء جمع المال، متغاضياً عما ورثه من فضيلة وتُقى.

لكنه افاق من غفلته، اذ كتب اليه القديس غريغوريوس النزينزي يحثه على قراءة الكتاب المقدس. فانكب على قراءته واكتنه ما فيه من المعاني والتعاليم السامية.

اتفق مع زوجته فذهبت الى الدير ودخل هو السلك الاكليريكي وارتسم كاهناً. رسمه اخوه باسيليوس اسقفاً سنة 372. فقام يتفانى في حراسة رعيته بالوعظ والمثل الصالح. وانكبَّ على تأليف الكتب المفيدة لمقاومة بِدَع عصره ولا سيما الاريوسية. فأبغضه الاريوسيون وسعَوا به لدى زعيمهم الملك فالنس سنة 375 فحطَّه عن كرسيَّه ونفاه. وبعد موت فالنس ارجعه غراسيان الى كرسيه. زار شقيقته ماكرينا الرئيسة قبل وفاتها وترأس حفلة دفنها، ومات اخوه باسيليوس في ميدان الجهاد ضد الاريوسيين، فقام هو يحمل علَمَه ويواصل جهاده.

وفي السنة 381 حضر غريغوريوس المجمع المسكوني الثاني في القسطنطنية فأيد بالبراهين الفلسفية واللاهوتية، حقيقة لاهوت الروح القدس وحرم مكدونيوس واتباعه الذين انكروها. وفي السنة 394 حضر مجمعاً آخر في القسطنطنية، حيث رقاه الآباء، تقديراً لعلمه وفضيلته، الى مقام المتروبوليت.

هكذا قضى هذا القديس الكبير حياته المثالية بالدفاع عن الايمان القويم، وبارشاد النفوس في طريق الخلاص. وانتقل الى ربه سنة 394.

وقد اغنى الكنيسة بتآليفه في العلوم الالهية وتفاسير الكتب المقدسة. ويعتمد الآباء والعلماء على الكثير من تحديداته اللاهوتية في ما يتعلق بالاقنوم والجوهر. صلاته معنا. آمين



#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.