27 Jul
27Jul


كانت هذه البارة في ايام الملك قسطنطين الزبلي محارب الايقونات، راهبة في احد ديورة القسطنطينية، وكانت رئيسة على نحو تسعمئة راهبة. وقد اشتهرت بقداستها وغيرتها على تكريم الايقونات. فطلبها الملك واخذ يتملقها ويتهددها لتقلع عن عبادتها للايقونات، فلم تذعن له، بل وبخته بكل جرأة على كفره. فغضب الملك وامر بتعذيبها فحموا بالنار ايقونات من نحاس ووضعوها على رأسها وتحت قدميها، فلم تؤذِها. فجلدوها جلداً قاسياً، فلم تتزعزع عن عزمها وايمانها. فحكم الملك الظالم بالنفي، فكانت في منفاها معتصمة بجميل الصبر، عاكفة على ممارسة الفضائل، فمنحها الله موهبة صنع المعجزات فردت كثيرين الى معرفة الحق والتمسك بتكريم الصور المقدسة لان اكرامها يعود الى من تمثلهم. وبمثل هذه المبرات رقدت بالرب سنة 760. صلاتها معنا. آمين.

وفيه أيضاً: تذكار المجمع السادس المسكوني المقدس

عقد هذا المجمع المسكوني المقدس في القسطنطينية، في ايام البابا اغاتون (618 – 681) والملك قسطنطين الليحاني التقي. وكان الداعي الى انعقاده، ازالة الانقسام بين الكنيسة الشرقية والغربية الذي سببته بدعة المشيئة الواحدة. وكان عدد آباء هذا المجمع مئتين وخمسة وثمانين اسقفاً وارسل اليه البابا نوابا ثلاثة يمثلونه فيه.

وقد حضر هذا المجمع الملك قسطنطين بنفسه وكان من المدافعين عن المعتقد الكاثوليكي. مسانداً نواب البابا. وبعد البحث والجدال، اتفق آباء المجمع على المعتقد الصحيح بالمشيئتين الالهية والبشرية في السيد المسيح. ولم يبق متشبثاً بالبدعة سوى مكاريوس بطريرك انطاكية وكاهنه اسطفانوس. فحرم المونوتيلية وجميع القائلين بها وحدد ان في الكلمة المتجسد مشيئتين وطبيعتين.

وقد اثبت البابا لاوون الثاني اعمال هذا المجمع (682 – 683). واقام المجمع على كرسي انطاكية تاوافانوس بدلاً من مكاريوس.

اما آباء الكنيسة الانطاكية والاورشلمية، فلم يتمكنوا من الذهاب الى هذا المجمع، لان العرب كانوا قد استولوا على بلادهم وقطعوا كل علاقة بينهم وبين القسطنطينية. وقد اصدر الملك قسطنطين منشوراً خاصاً بقرارات المجمع الى الكنائس الكائنة تحت حوزته ما عدا الواقعة تحت حكم العرب ولهذا بقيت احكام هذا المجمع مجهولة عندهم وعند الموارنة الذين كانوا متمسكين بمعتقد الكنيسة الرومانية الصحيح منذ زمان هرقل رافضين البدعة المونوتيلية وضلالها. آمين.



#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.