15 Apr
15Apr


كانت هذه ابنة ملك يحكم على خمس عشرة مدينة في مصر. وهي وحيدة لوالديها وربيت مثابرة على درس الكتب المقدسة، ولا سيما كتاب الانجيل الطاهر. مات ابوها وهي صبية، فهمّ ارباب الدولة بأن يقيموها ملكة مكانه. فانسلَّت من بيتها خلسة، وزهدت في الدنيا مرتدية اثواباً ذرية. ولم تأخذ معها سوى كتاب الانجيل المقدس. وسارت الى البرية، متوغلة الى ان بلغت غاباً كثيف الاشجار. فأقامت فيه ناسكة تناجي الله بالصلاة والتأمل وتقتات من أعشاب البرية، وبعض الأثمار نحو اربعين سنة. وكانت الوحوش تؤانسها، وتصغي اليها عند تلاوة الانجيل الذي شغفت بمحبته وكرست حياتها لخدمته. ثم الهم الله القديسة اناسيما ان تذهب الى دير بجانب نهر النيل فيه ثلاثمئة راهبة. فانضمت اليهن وتظاهرت بأنها بلهاء مجنونة زيادة لأجرها. ولذلك كانت تقاسي من الراهبات انواع الاهانات والشتم مدة طويلة وهي لا تتذمر.

وفي غضون ذلك كان الأنبا دانيال قد اشتهر بقداسته. فأوحي اليه ان يزور ذلك الدير حيث القديسة اناسيما. فجاء وعرفها وجثا أمامها طالباً صلاتها. فاندهشت الراهبات من عمله. فأخبرهن بأمرها ونسبها الملوكي. وسرد لهن قصتها. فالتحفن الخجل والندم على جهلهن من هي وأسرعن الى طلب المغفرة منها، فشق ذلك على القديسة، لاحتقارها المجد العالمي وتعلقها الشديد بفضيلة التواضع السامية. لذلك خرجت من الدير دون أن يعلم بها أحد ولا الى أين ذهبت وكيف انتهت حياتها. والمرجح انها رجعت الى البرية حيث كانت اولاً. وبقيت تواصل جهادها النسكي الى أن رقدت بالرب نحو سنة 379 وهي السنة التي توفي فيها القديس دانيال الذي كان واقفاً على سيرتها. فقصها على رهبانه حتى كتب بعضهم ترجمتها. صلاتها معنا. آمين.



#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.