14 May
14May


قد عيّن أباؤنا منذ القديم، في هذا اليوم، عيداً خاصاً لسيدتنا مريم العذراء، طلباً لبركتها على سنابل الزروع وثمار الاشجار، لتقيها الضربات وترفع عنها الآفات. فعملاً بمَا رسموه، نلجأ نحن اليوم الى أمنا الحنون الكلية قداستها، متوسلين ان تستعطف ابنها الحبيب سيدنا يسوع المسيح ليبارك مزروعاتنا ويخصبها ويقيها كل أذى. آمين.

وفي هذا اليوم: تذكار القديس بخوميوس الكبير

ولد بخوميوس في مصر السفلى سنة 295 من أبوين وثنيين غنيين. ولما صار ابن عشرين سنة، تجند في عسكر قسطنطين في حربه ضد مكسنس، واذ كان الجنود في مدينة ثيبة عاصمة الصعيد، يقاسون أشد المضايق، جاء مسيحيو المدينة يساعدونهم ويقدمون لهم ما يحتاجون اليه، فأعجب صنيعهم بخوميوس، ولما عرف انهم مسيحيون رغب في اعتناق هذه الديانة الشريفة.

فعاد الى بلاده، واقام في قرية فيها كنيسة للمسيحيّين فتمرس بمبادئ الدين المسيحي وتعلّم اسراره واعتمد. فانارت نعمة الروح القدس عقله بالايمان الحي وأضرمت قلبه بنار المحبة الالهية. ثم سار الى البرية وتتلمذ لناسك ألبسه الثوب الرهباني، فأخذ يمارس مع معلمه انواع التقشف والنسك.

ثم بنى بخوميوس صومعة سكنها وتتلمذ للقديس انطونيوس الكبير الذي كان قد انشأ ديره الاول سنة 305. وقد اشتهرت قداسة بخوميوس فقصده كثيرون متتلمذين له وأولهم أخوه يوحنا. وقد أصبح بخوميوس رئيساً على مئة راهب.

ونحو السنة 340، أنشأ لرهبانه، بالهام الهي، ديراً جامعاً، ووضع لهم قوانين وفرائض شدد فيها، بنوع أخص على الطاعة والصمت والصوم والشغل اليدوي. وكانوا يرتلون المزامير سوية. وكانوا يعتنون بالغرباء ولا سيما المرضى فيخدمونهم، وهو نفسه يقوم بخدمتهم. ينتشرون في القرى لأجل تعليم المؤمنين وارشادهم وتبشير الوثنيين بالانجيل. وأصبح عدد رهبانه ثلاثة آلاف راهب وزعهم على عشرة أديار.

وفي سنة 333، جاء اثناسيوس بطريرك الاسكندرية، ليزور بخوميوس ورهبانه فسرّ جداً بمَا شاهده من الازدهار في تلك الديورة وما تحلى به الرهبان من الفضائل والكمالات الانجيلية.

وقد أنشأ بخوميوس ايضاً ديراً للراهبات وكل تدبيره الى شقيقته. وقد ألحّ عليه الاسقف بأن يرسمه كاهناً فاعتذر. وكان يقوم بادارة الاديار التي بناها ويهتم بشؤون رهبانها. وكان ابليس يهاجمه، نظير القديس انطونيوس، بأنواع التجارب فينتصر عليه بقوة الله واشارة الصليب المقدس. وقد منحه الله موهبة صنع المعجزات. وفي سنة 348 أصيب نحو مئة راهب بوباء الطاعون، ولما كان هو نفسه يخدمهم أصيب بهذا الوباء فعرف بدنو أجله، فجمع رهبانه وودعهم وحضهم على الثبات في السير بموجب القوانين التي وضعها لهم. ثم رفع عينيه الى فوق ورسم اشارة الصليب ورقد بسلام سنة 348. صلاته معنا. آمين.



#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.