09 Jun
09Jun

كان فيه مدير حكيم جدا مسئول عن ادارة مصنع عملاق. 

 وبسبب كبر حجم مصنعه وكتر اقسامه، العمال مكنتش عارفه بعضيها جواه


بس كان فيه حاجه في المصنع ده مضايقة كل المهندسين الكبار، انه اليونيفورم بتاع المصنع كله واحد..

يعني لبس المهندس كان نفس لبس العامل العادي، كان نفس لبس عامل النظافة.


المهندسين اتكلموا اكتر من مرة مع المدير انه يخلي ليهم لون مميز يتعرفوا بيه علشان يلاقوا التحية من الكل ، وهم رايحين اي قسم مش قسمهم.

ولكن المدير رفض علشان ميبقاش فيه تفرقه بينهم، وكمان علشان محدش يتعالى علي التاني، والكل يهتم بشغله وبس .من غير انتظار أي مراسم ولاء أوطاعة.


وفي مرة من المرات احد المهندسين اتذمر جامد علي مدير الشركة ، وقدر يجمع حوالين منه كم فرد لحد ماشالوه وبقي هو المدير مكانه ،وساعتها امر بتجهز تلات الوان لليونيفورم: المهندس لون والعامل لون والمنظف لون.


وللأسف المعاملة جوه المصنع اتغيرت جامد.

 بقت كلها جحود وتذمر وافتراء..وكل كبير بيتنطط علي اللي تحته ، والمهندس بقى بيطلب من العامل طلبات شخصية ، بدافع انه اعلى منه .. لحد ما العامل بقى بيهمل عمله علشان يلبي احتياجات المهندس .. لحد ما خرب المصنع وتشرد عماله .


هذه هي حياتنا .. خلق الله الجميع من نفس الطين، واعطانا نفس الصبغه التكوينية

حتي نتعامل جميعا بدون اي تعالي او تذمر.

ولكن نحن من نصر علي ابراز الفروق بين انسان وآخر، حتي نتعالى على من يصغرنا مقاماً وننحني إجبارا لمن يعلونا منصباً ، إلى أن خربت الحياة واصبحنا نحيا مجتمع اشبه بالجحيم ..خالي من الإحترام والحب والمودة

وذلك بعد ان صنفنا انفسنا غني وفقير 

عامل ومدير , ابيض واسود .


كن مميزا بإنسانيتك وليس بـ جبروتك

فلن تستطيع الصعود علي سلم الحياة الا بكلتا القدمين.


لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ (غل28:3)



#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.