27 Oct
27Oct



في السادس من حزيران 2015، تبادل المهندس جاد سماحة مع المهندسة ريتا عطالله "التهم" الابدية. وبعد عامين ولد ابنها مايكل، وصباح الاثنين 3 آب 2020 كان الحدث المنتظر، يوم ولادة طفلهما الثاني "طوماس".


وهذا ما حصل، أدخل جاد باكرا زوجته إلى المستشفى القديس جاورجيوس (الروم) في الاشرفية، حيث مضى اليوم بأكمله معها ومع توماس وبات ليلته إلى جانبهما. لم يعرف جاد يومها انه اليوم الوحيد الذي سيمضيه إلى جانب رضيعه الصغير، ولم يعرف انه سيترك ريتا مع الاطفال وحيدة تبكي فراقه الصعب.


في صباح يوم الثلاثاء 4 آب بحسب ما افاد موقع Beirut607، اليوم المشؤوم، ذهب جاد إلى مختار المحلة ليقوم بالإجراءات الادارية اللازمة ويسجّل ابنه، ثم غادر إلى منزله حيث جهّز سرير الطفل، وعاد واشترى وجبة طعام وعاد وأدراجه إلى المستشفى.


كانت اللحظة الأخيرة، جلس إلى جانب حبيبته قال لها :"أشكرك على العائلة الجميلة التي أعطيتني إياها". ولم يكمل كلامه حتى شعر وزوجته بهزة أرضية ،توجه إلى النافذة وقال :"إنهم يقصفون المرفأ، هناك دخان". وعلى هذا المشهد، دخل جاد الغيبوبة بعد ان اصيب بجروح بالغة إثر الانفجار، وبقي في الغيبوبة ثمانية أيام، حتى رحل من دون أن يوّدع طفليه وعائلته.


جاد لم يستطع ان يكون الأب المثالي والمعطي لأولاده، حرمه إهمال الدولة المسؤولين من رؤية اطفاله يكبرون وينعمون بحياة كريمة، ورمّل زوجته الشابة بسن صغير.


لليوم لا يزال طوماس ومايكل في المنزل، محرومين من رؤية سندهما، والدهما الشاب الضحية جاد سماحة، كما يبكي أهالي إنفجار المرفأ أولادهم واقاربهم يومياً بانتظار الحقيقة.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.