24 Jul
24Jul

الرّاهبة الإيطاليّة ماريّا سيرافينا ميكالّي  Maria Serafina Micheli  للقلب الأقدس (1849-1911)، مؤسّسة رهبنة “راهبات الملائكة”، أعلنها قداسة البابا بنيدكتوس السّادس عشر طوباويّةً في 28 أيار 2011.

عام 1883 قصدت الأخت ماريا سيرافينا مدينة أيشليبان Eisleben الألمانيّة، مسقط رأس مؤسّس البدعة البروتستانتنيّة “مارتن لوثر”،  وقد صادفت ذكرى المئويّة الرابعة لولادة عدوّ الكنيسة الكاثوليكيّة هذا؛ (وُلِد في 10 تشرين الثاني 1483).كانت الشّوارع مكتظّةً بالسّكان، كذلك الشّرفات. كانت الحشود الكثيفة تنتظر وصول الأمبراطور “فليلهم” الأوّل، الذي سيترأّس الإحتفالات الرّسميّة.
لاحظَت الأخت ماريا سيرافينا أنّ هذه الحشود الكثيفة لم تكترث لمعرفة سبب هذه الإحتفالات، فأرادت أن تقصد كنيسةً ما، لزيارة القربان الأقدس والصّلاة.بعد أن مشت قليلًا، وجدتَ كنيسةً، غير أنّها كانت مُقفلةً. فسجدت على درجها تصلّي بهدوءٍ.وفيما هي تصلّي ظهر لها ملاكٌ وقال لها: “انهضي! لأنّ هذه الكنيسة هي بروتستانتيّة”كان الظّلام قد حلّ، ولم تلحظ الطّوباويّة أنّ الكنيسة هي غير كاثوليكيّة، وليس فيها قربانٌ.
فأضاف الملاك: “أريدكِ أن تشاهدي أين أُدينَ مارتن لوثر، والألم الذي يقاسيه، قصاصًا لكبريائه.”
عند هذه الكلمات، شاهدت الطّوباويّة ماريا سيرافينا هوّة نارٍ مُرعبةٍ في الأرض، حيث تتعذّب نفوسٌ لا تُحصى! وفي أعماق هذه الهوّة شاهدَت رجلًا يختلف عن الآخرين. لقد كان ذلك الرّجل مارتن لوثر! حيث كان مُحاطًا بعددٍ من الشّياطين تحمل المطارقَ، تضرب بها مسمارًا كبيرًا في رأسه، مجبِرةً إيّاه على الرّكوع؛ غير أنّهاعبثًا حاولت غرس المسمار في رأسه. (إشارةً إلى أنّ الضّربات لا تنتهي، ولكبريائه الذي يأبى الخضوع)
فكرّت ماريا سيرافينا في نفسها: “لو رأى الناس هذا المشهد الفظيع، لما أقاموا الاحتفالات والتكريمات لشخصٍ كهذا”
وعند أوّل فرصةٍ لها، بعد هذه الرؤيا، راحت الطّوباويّة تحثّ أخواتها على العيش بتواضع وتخفٍّ.لقد فهمت جيّدًا أنّ مارتن لوثر قد هلك في جهنّم بسبب خطيئة الكبرياء الأولى المُميتة، التي دفعته إلى الثّورة ضدّ الكنيسة الكاثوليكيّة.كما أنّ سلوكه وموقفه تجاه الكنيسة وتعاليمه وعظاته كانت سببًا حاسمًا لتقود نفوسًا كثيرة إلى الهلاك الأبديّ.

ما هي الكنيسة المزيّفة التي يبنيها أعداء الكنيسة الكاثوليكيّة في داخلها؟

خلال محنة الكنيسة الكبيرة والأخيرة سيعمل الماسونيّون الكنسيّون على الوحدة مع البروتستانت، قبل ظهور المسيح الدجّال، والذي يسبقه وِحدة كاذبةٍ للمسيحيّين ووحدة الأديان جميعها، في دينٍ جديدٍ واحدٍ.
كما رأت الطوباويّة كاثرين إيميريخ عام 1820:
“كانوا يبنون كنيسةً ضخمةً وغريبةً وشاذّةً، لكي تجمع فيها كلّ العقائد بحقوقٍ متساويةٍ : “إنجيليّون، كاثوليك، وكلّ الطّوائف، وحدةٌ حقيقيّةٌ للأشرار، راعٍ واحدٍ لقطيعٍ واحدٍ. ويجب أن يكون هناك بابا (على هذه الكنيسة) يتقاضى أَجْرَه، وليس لديه مُمتلكات. لقد حضّروا كلّ شيء، وأنهَوا الكثير من الأمور، ولكن عوض المذبح، لم يكن هناك سوى رجاسةٍ وخراب.
هذه هي الكنيسة الجديدة المُهَيَّئة. ومن أجلها أضرَم هذا البابا النار في الكنيسة القديمة. إنّما ليست هذه إرادةُ الله.
إنَّ العقيدة البروتستانتنيّة، وعقيدة اليونانيين المُنشقّين (الأرثودُكس الذين ينكرون العقائد والسّلطة البابويّة) ستنتشران في كلّ مكان. أرى الآن أنه في هذا المكان (روما)، يتمّ تطويق الكنيسة (الكاثوليكيّة) بحِنكَةٍ، بحيثُ أنَّ الكهنة الّذين لم يَنخدِعوا بعد، لم يتعدَّ عددُهم المئة. الجميع يعمل على دمارِها، حتّى الكهنة أنفسهم. إنّه دمارٌ كبيرٌ على وشَكِ الحدوث.
ثمّ رأيتُ كلّ ما يتعلّق بالبروتستانتيّة يُسيطر شيئًا فشيئًا، حتّى وقعَ الدّين الكاثوليكيّ في الانحلال التّام. لقد خُدِعَ مُعظَمُ الكهنة بالمعرفة الجذّابة والخطيرة، التي يمتلِكها مُعلّمي اللّاهوت الحَديثين، وقد ساهموا جميعهم في أعمال التَّدمير…”ولذلك سيُكرَّم مارثن لوثر، ابن جهنّم، في الكنيسة الجديدة المزيّفة، وقد يُعلنوه قدّيسًا يومًا ما!!!
ولكنّ الرّب سيحطّم عملهم الشّرير هذا، وينتصر قلب مريم الطاهر في النّهاية. 


#شربل سكران بألله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.