05 Oct
05Oct

الأحد السابع والعشرون من زمن السنة

إنجيل القدّيس متّى 43-33:21

في ذلك الزّمان: قالَ يسوعُ للأَحبارِ وشيوخِ الشَّعب: «إِسمَعوا مَثَلاً آخَر: غَرَسَ رَبُّ بَيتٍ كَرْما، فَسيَّجَه وحفَرَ فيه مَعصَرَة، وبَنى بُرجا، وآجَرَهُ بَعضَ الكرَّامين، ثُمَّ سافَر».

فلمَّا حانَ وَقتُ الثَّمَر، أَرسَلَ عبيدَهُ إِلى الكَرَّامينَ، لِيَأخُذوا ثَمَرَه.

فأَمسَكَ الكرَّامونَ عَبيدَهُ، فضرَبوا أَحدَهم، وقتَلوا غيرَه، ورَجَموا الآخَر.

فأَرسَلَ أَيضًا عَبيداً آخَرينَ أَكثرَ عَددًا مِنَ الأَوَّلينَ، ففَعلوا بِهِم مِثلَ ذلِك.

فأَرسَلَ إِليهِمِ ابنَه آخِرَ الأَمرِ وقال: «سيَهابونَ، ابْني».

فلَمَّا رَأَى الكرَّامونَ الابنَ، قالَ بَعضُهم لِبَعض: «هُوَذا الوارِث، هَلُمَّ نَقتُلْهُ، ونَأخُذْ مِيراثَه».

فأَمسَكوهُ وأَلقَوهُ في خارِجِ الكَرْمِ وقتَلوه.

فماذا يَفعَلُ رَبُّ الكَرْمِ بِأُولئِكَ الكَرَّامينَ عِندَ عَودَتِه؟»

قالوا له: «يُهلِكُ هؤُلاءِ الأَشرارَ شَرَّ هَلاك، ويُؤجِرُ الكَرْمَ كَرَّامينَ آخَرينَ يُؤَدُّونَ إِليهِ الثَّمَرَ في وَقْتِه».

قالَ لَهم يسوع: «أَما قَرأتُم قَطُّ في الكُتُب: "الحَجَرُ الَّذي رذَلَهُ البنَّاؤُونَ، هو الَّذي صارَ رَأسَ الزَّاوِيَة. ذاكَ صُنعُ الرَّبّ، وهو عَجَبٌ لِأَبْصارِنا"».

لِذلكَ أَقولُ لَكم: «إِنَّ مَلكوتَ اللهِ سَيُنزَعُ مِنْكُم، ويُعطى أُمَّةً تجعَلهُ يُخرِج ثَمَرَهُ»


القدّيس أمبروسيوس (نحو 340 - 379)، أسقف ميلانو وملفان الكنيسة

شرح لإنجيل القدّيس لوقا، 9

مثل الكرمة

الكرمة هي رمزُنا، لأنّ شعب الله المتجذّر في أغصان الكرمة الأبديّة (راجع يو 15: 5) سيرتفع فوق الأرض. والكرمة المنتشرة في أرض بور، أحيانًا تبرعم وتزهر، وأحيانًا أخرى ترتدي الأخضر، وأحيانًا تبدو وكأنّها نير الصليب الحبيب، عندما تنمو وتشكّل أغصانها الممتدّة فروع كرمٍ خصيب... إذًا نحن محقّون بتسميتنا شعب الرّب يسوع المسيح بالكرمة، لأنّه يرسم على جبينه علامة الصليب (راجع حز 9: 4)، أو لكونه يجني ثمار هذه الكرمة في الفصل الأخير من السنة، أو لأنّه، على مثال صفوف الكرمة، يتساوى فيه الفقراء والأغنياء، المتواضعون والأقوياء، الخدّام والرؤساء: فللجميع في الكنيسة مساواة كاملة...


عندما نربط الكرمة، تصبح مستقيمة. وعندما نشذبها، لا نفعل ذلك لإضعافها، بل لجعلها تنمو. وهذا ما ينطبق على الشعب المقدّس: إذا قُيّد، هو يتحررّ؛ وإذا أُهين، هو يستقيم. إذا شُذِّب، فإنّنا نعطيه في الواقع إكليلًا. لا بل أفضل من ذلك بكثير: فتمامًا كما الفرع الذي يؤخذ من شجرةٍ قديمة ويتمّ تطعيمه في جذرٍ آخر، كذلك هو هذا الشعب المقدّس... الذي تغذّى من شجرة الصليب... فنما وتطوّر. إنّ الرُّوح القدس، يسكب في أجسادنا كما لو كان منتشرًا في أخاديد الأرض، فيغسل كلّ ما هو نجس، ويقوّم أعضاءنا لتوجيهها نحو السماء.


والكرّام اعتاد على إزالة الأعشاب الضارّة عن هذه الكرمة، وعلى ربطها وتشذيبها (راجع يو 15: 2)... فهو يحرق في بعض الأحيان أسرار الجسد بالشمس، وأحيانًا أخرى يرويها بالمطر. هو يحبّ إزالة الأعشاب الضارّة من أرضه كي لا تؤذي البراعم؛ ويسهر على عدم ترك الأوراق تشكّل الكثير من الظل... فلا تُحرَم فضائلنا من النور، ولا تمنع ثمارنا من النضوج.


#شربل سكران بالله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.