20 Sep
20Sep

الأحد الثاني بعد عيد الصليب: تدمير الهيكل ونهاية الأزمنة 

إنجيل القدّيس متّى 14-1:24

خَرَجَ يَسُوعُ مِنَ الهَيْكَلِ ومَضَى. فَدَنَا مِنهُ تَلامِيذُهُ يُلْفِتُونَ نَظَرَهُ إِلى أَبْنِيَةِ الهَيْكَل.

فَأَجَابَ وقَالَ لَهُم: «أَلا تَنْظُرونَ هذَا كُلَّهُ؟ أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَنْ يُتْرَكَ هُنَا حَجَرٌ عَلى حَجَرٍ إِلاَّ ويُنْقَض».

وفيمَا هُوَ جَالِسٌ عَلى جَبَلِ الزَّيتُون، دَنَا مِنْهُ التَّلامِيذُ على ٱنْفِرَادٍ قَائِلين: « قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هذَا، ومَا هِيَ عَلامَةُ مَجِيئِكَ ونِهَايَةِ العَالَم؟».

فَأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «إِحْذَرُوا أَنْ يُضِلَّكُم أَحَد!

فكَثِيرُونَ سَيَأْتُونَ بِٱسْمِي قَائِلين: «أَنَا هُوَ المَسِيح! ويُضِلُّونَ الكَثِيرِين.

وسَوْفَ تَسْمَعُونَ بِحُرُوبٍ وبِأَخْبَارِ حُرُوب، أُنْظُرُوا، لا تَرْتَعِبُوا! فلا بُدَّ أَنْ يَحْدُثَ هذَا. ولكِنْ لَيْسَتِ النِّهَايَةُ بَعْد!

سَتَقُومُ أُمَّةٌ عَلى أُمَّة، ومَمْلَكَةٌ عَلى مَمْلَكَة، وتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وزَلازِلُ في أَمَاكِنَ شَتَّى،

وهذَا كُلُّه أَوَّلُ المَخَاض.

حِينَئِذٍ يُسْلِمُونَكُم إِلى الضِّيق، ويَقْتُلُونَكُم، ويُبْغِضُكُم جَمِيعُ الأُمَمِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي.

وحِينَئِذٍ يَرْتَدُّ الكَثِيْرُونَ عَنِ الإِيْمَان، ويُسْلِمُ بَعْضُهُم بَعْضًا، ويُبْغِضُ بَعْضُهُم بَعْضًا.

ويَقُومُ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ كَثِيرُونَ ويُضِلُّونَ الكَثِيرِين.

ولِكَثْرَةِ الإِثْمِ تَفْتُرُ مَحَبَّةُ الكَثِيْرين.

ومَنْ يَصْبِرْ إِلى النِّهَايَةِ يَخْلُصْ.

ويُكْرَزُ بِإِنْجيلِ المَلَكُوتِ هذا في المَسْكُونَةِ كُلِّهَا شَهَادَةً لِجَمِيعِ الأُمَم، وحينَئِذٍ تَأْتِي النِّهَايَة.


بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013

عظة عشيّة يوم الشبيبة العالمي العشرين

«وستَسمَعونَ بِالحروبِ وبِإِشاعاتٍ عنِ الحروب. فإِيَّاكم أَن تَفزَعوا، فلا بُدَّ من حُدوثِها»

يدلّنا القدّيسون على الطريق لكي نصبح سعداء. كما يروننا كيف نصبح فعلاً إنسانيّين. عبر تقلّبات التاريخ، كانوا المصلحين الحقيقيّين الذين أخرجوا التاريخ من الوديان المظلمة حيث يواجه باستمرار خطر الإنزلاق مجدّدًا. من القدّيسين وحدهم، ومن الله وحده تنطلق الثورة الحقيقيّة كما ينطلق التغيير الجذري للعالم. 


خلال القرن المنصرم، عشنا الثورات التي كان برنامجها المشترك يرتكز على عدم ترقّب شيء من الله، بل أخذ الإنسان على عاتقه التحكّم بمصير العالم. وقد لاحظنا أنّ وجهة النظر الإنسانيّة والمتحيّزة كانت دائمًا تُعتبر كالمقياس المثالي للتوجّهات. إنّ عملية تعميم صفة المطلق على ماهو ليس بمطلق إنّما هو في الواقع نسبيّ تُسمّى الشّموليّة. وهذه الشّموليّة لا تحرّر الإنسان، بل تنتزع منه كرامته وتجعله عبدًا. ليست الإيديولوجيّات هي التي تنقذ العالم، بل فقط الرجوع إلى الله الحيّ خالقنا، وضامن حريّتنا، وضامن كلّ ما هو صالح وحقّ. تقضي الثورة الحقيقيّة بالتوجّه نحو الله بدون تحفّظ، فهو العادل وهو الحبّ الأزليّ في الوقت عينه. فما الذي يمكن أن ينقذنا سوى الحبّ؟


كثيرون هم الذين يتحدّثون عن الله: بإسم الله، نبشّر أيضًا بالبغض ونمارس العنف. لذا، من المهمّ جدًّا أن نكتشف وجه الله الحقيقيّ. قال الرّب يسوع لفيلبّس: "مَنْ رَآنِي رَأَى الآب" (يو 14: 9). لقد تجلّى وجه الله الحقيقيّ في الرّب يسوع المسيح الذي سمح بأن يخترق الرّمح قلبَه من أجلنا. نحن نتبعه مع الجموع التي سبقتنا. عندها، نكون سائرين على الطريق الصحيح.


#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.