14 Jul
14Jul

الأحد الثامن من زمن العنصرة: يسوع الخادم المحبوب

قراءات اليوم

إنجيل القدّيس متّى 21-14:12

خَرَجَ الفَرِّيسِيُّونَ فَتَشَاوَرُوا عَلَى يَسُوعَ لِيُهْلِكُوه.

وعَلِمَ يَسُوعُ بِالأَمْرِ فَٱنْصَرَفَ مِنْ هُنَاك. وتَبِعَهُ كَثِيرُونَ فَشَفَاهُم جَمِيعًا،

وحَذَّرَهُم مِنْ أَنْ يُشْهِرُوه،

لِيَتِمَّ مَا قِيْلَ بِالنَّبِيِّ آشَعيا:

«هُوَذَا فَتَايَ الَّذي ٱخْتَرْتُهُ، حَبِيبِي الَّذي رَضِيَتْ بِهِ نَفْسِي. سَأَجْعَلُ رُوحي عَلَيْهِ فَيُبَشِّرُ الأُمَمَ بِالحَقّ.

لَنْ يُمَاحِكَ ولَنْ يَصيح، ولَنْ يَسْمَعَ أَحَدٌ صَوْتَهُ في السَّاحَات.

قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لَنْ يَكْسِر، وفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لَنْ يُطْفِئ، إِلى أَنْ يَصِلَ بِالحَقِّ إِلى النَّصْر.

وبِٱسْمِهِ تَجْعَلُ الأُمَمُ رَجَاءَها.»

النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)


أوريجينُس (نحو 185 - 253)، كاهن ولاهوتيّ

شرح لإنجيل القدّيس يوحنّا

«هُوَذا عَبْدِيَ الَّذي اختَرتُه حَبيبيَ الَّذي عَنهُ رَضِيت»

"وفي أَثْناءِ العَشاء... قامَ يَسُوع فخَلَعَ ثِيابَه، وأَخَذَ مِنديلاً فَائتَزَرَ بِه" لكيلا يكون عاريًا تمامًا ويستطيع بالوقت نفسه أن يمسح أقدام تلاميذه "بِالمِنديلِ الَّذي ائتَزَرَ بِه". انظروا إلى أي مدى قد انحنت عظمة الكلمة الإلهي المتجسِّد ومجده؛ إذ إنّه قد "صَبَّ ماءً في مَطهَرَةٍ وأَخَذَ يَغسِلُ أَقدامَ التَّلاميذ" (يو 13: 2-5).


"فرفَعَ إبرَاهِيمُ عَينَيه ونَظَر، فإِذا ثَلاثَةُ رِجالٍ واقِفونَ بِالقُربِ مِنه. فلَمَّا رَآهُم، بادرَ إِلى لِقائِهم مِن بابِ الخَيمَة وسَجَدَ إِلى الأَرض. وقال: سَيِّدي، إِن نِلتُ حُظْوَةً في عَينَيكَ، فلا تَجُزْ عن عَبدِكَ" (تك 18: 2-3) غير أنّ إبراهيم لم يأخذ ماءً ولم يعلن أنّه سوف يغسل أقدام أناسٍ غُرباء لأنهم أتوا لزيارته إنّما قال: "فيُقَدَّمَ لكم قَليلٌ مِنَ الماء فتَغسِلونَ أرجُلَكم وتَستَريحونَ تَحتَ الشَّجَرة" (تك 18: 3). كذلك فعل يوسف إذ لم يأت بماء ليغسل أقدام إخوته الأحد عشر إنّما قَيِّم البيت هو مَن "أَعْطاهم ماءً، فغَسَلوا أَرجُلَهُم" (تك 43: 24).


لكنّ الذي أعلن: أنّ "ابنَ الإِنسانِ لم يأتِ لِيُخدَم، بَل لِيَخدُمَ ويَفدِيَ بِنَفسِه جَماعَةَ النَّاس" (مت 20: 28) وقال عن جدارةٍ: "تَتَلمَذوا لي فإِنِّي وَديعٌ مُتواضِعُ القَلْب" صبّ بنفسه الماء في المطهرة. لقد كان يعلم بأنّ لا أحد سواه يستطيع غسل أقدام تلاميذه لكي يسمح هذا التطهير بأن يكون لهم نصيب معه. أعتقد أنّ الماء كان كلمةً قادرة على غسل أقدام التلاميذ عند اقترابهم من المطهرة التي وضعها يسوع ههنا من أجلهم.


#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.