20 Aug
20Aug

الأحد الثاني عشر من زمن العنصرة: إيمان المرأة الكنعانيّة 

قراءات اليوم

إنجيل القدّيس متّى 28-21:15

إنْصَرَفَ يَسُوعُ إِلى نَواحِي صُورَ وصَيْدا،

وإِذَا بِٱمْرَأَةٍ كَنْعَانِيَّةٍ مِنْ تِلْكَ النَّواحي خَرَجَتْ تَصْرُخُ وتَقُول: «إِرْحَمْني، يَا رَبّ، يَا ٱبْنَ دَاوُد! إِنَّ ٱبْنَتِي بِهَا شَيْطَانٌ يُعَذِِّبُهَا جِدًّا».

فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَة. ودَنَا تَلامِيذُهُ فَأَخَذُوا يَتَوَسَّلُونَ إِلَيْهِ قَائِلين: «إِصْرِفْهَا، فَإِنَّهَا تَصْرُخُ في إِثْرِنَا!».

فَأَجَابَ وقَال: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلى الخِرَافِ الضَّالَّةِ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيل».

أَمَّا هِيَ فَأَتَتْ وسَجَدَتْ لَهُ وقَالَتْ: «سَاعِدْنِي، يَا رَبّ!».

فَأَجَابَ وقَال: «لا يَحْسُنُ أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ البَنِين، ويُلْقَى إِلى جِرَاءِ الكِلاب!».

فقَالَتْ: «نَعَم، يَا رَبّ! وجِرَاءُ الكِلابِ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الفُتَاتِ المُتَسَاقِطِ عَنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا».

حِينَئِذٍ أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهَا: «أيَّتُهَا ٱلمَرْأَة، عَظِيْمٌ إِيْمَانُكِ! فَلْيَكُنْ لَكِ كَمَا تُريدِين». وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ شُفِيَتِ ٱبْنَتُهَا.


«ايّها الرَّبُّ مَلِكُنا، أَنتَ الأَوحَد. أَغِثْني أَنا الوَحيدة والَّتي لا نَصيرَ لَها سِواكَ» (أست 4: 17)

في الإنجيل، يدعونا الرّب يسوع إلى الصلاة: "اسأَلوا تُعطَوا، أُطلُبوا تَجِدوا، اقرَعوا يُفتَحْ لكُم"(مت 7: 7). إن كلمات الرّب يسوع هذه ثمينة جدًا، لأنها تعبّر عن العلاقة الحقيقية بين الله والإنسان، ولأنها تجيب عن معضلة أساسية في كلّ تاريخ الديانات وفي حياتنا الشخصية. هل هو حقّ وحسن أن نطلب شيئاً من الله؟ أم أن الإجابة الوحيدة الملائمة لسمو وعظمة الله تكمن في تمجيده وعبادته، في تقديم الحمد له، في صلاة تكون إذًا مترفّعة؟...


إن الرّب يسوع يجهل هذا الخوف. فهو لا يُعلّم إيمانًا للنخبة، إيمانُ مترّفع كليّاً. إن فكرة الله التي يعلّمنا إياها الرّب يسوع هي مختلفة: فهو يرينا إيّاه إلهًا كثير الإنسانية؛ إله محبّ وقادر. إن ديانة الرّب يسوع كثيرة الإنسانية، بسيطة جداً – إنه إيمان البسطاء: "أَحمَدُكَ يا أَبَتِ، رَبَّ السَّمَواتِ والأَرض، على أَنَّكَ أَخفَيتَ هذه الأَشياءَ على الحُكَماءِ والأَذكِياء، وكَشفتَها لِلصِّغار" (مت 11: 25). إن الصغار الذين هم بحاجة إلى عون الله ويعبّرون عن ذلك، يفهمون الحقيقة بشكل أفضل من الأذكياء الذين، في رفضهم صلاة الطلب وفي عدم اعترافهم إلا بالتسبيح المترفّع لله، يبنون اكتفاءً ذاتياً للإنسان لا يوافق فقره، كما تعبّر عنها كلمات أستير: " أَغِثْني أَنا الوَحيدة" (أست 4: 17). خلف هذا التصرّف النبيل الذي لا يريد إزعاج الله بمآسينا الصغيرة، يختبئ الشكّ التالي: هل لله القدرة على تلبية واقع حياتنا؟ هل يمكن لله أن يغيّر أوضاعنا وإدخالنا في واقع حياتنا الأرضية؟...


لو أن الله لا يفعل، وإن لم تكن لديه السلطة على الأحداث الحقيقية لحياتنا، فكيف يبقى الله إلهاً؟ وإذا كان الله محبّة، ألا تجد المحبّة إمكانية لتلبّي رجاء من يحبّ؟ إذا كان الله محبّة، ولا يمكنه مساعدتنا في حياتنا المحسوسة، ألا تصبح المحبة السلطة الأخيرة في العالم؟


#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.